الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع المعاق الذي يردد الكفر ولا يهدأ إلا بسماع الغناء

السؤال

يوجد عندنا شاب عمره 20 عاما وهو معاق ومشلول ولا يعرف يتكلم فقط يسمع من الناس ما يتكلمون ويردد ما يقولون، المصيبة أنه سمع أحد الجيران يسب الذات الإلهية وهو منذ ذلك الوقت وهو يردد هذه الكلمة وهو كثير البكاء ولا يهدأ إلا بسماع الأغاني (لا حول ولا قوة إلا بالله)، فما هو رأي فضيلتكم في هذه الحالة وبماذا تنصحون أهل هذا الشاب أن يفعلوا؟ وجزاكم الله كل الخير وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمثل هذا الشاب لا تكليف عليه، فهو ممن رفع عنهم القلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يكبر، وعن المجنون حتى يعقل أو يفيق. رواه النسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد، وصححه الألباني. وراجع الفتوى رقم: 125513.

فالتبعة -في الحقيقة- على من حوله من الأهل والجيران والأصحاب، ممن يردد هذا الشاب كلامهم دون إدراك منه لعتهه، فعلى هؤلاء أن يجنبوه من يتفوهون بالكلام البذيء الفاحش حتى لا يقلدهم في الشر.

وأما مسألة سماع الغناء فهي تختلف بحسب نوع الغناء فإنه أنواع، وقد سبق لنا بيان أنواعه وحكم كل نوع، في الفتوى رقم: 987، والفتوى رقم: 5282.

فإن كان الغناء المسؤول عنه من النوع المحرم لاشتماله على المعازف أو الكلام الفاحش، فلا يجوز لأهل هذا الشاب تشغيله على أية حال، ويمكنهم أن يتخيروا من أنواع الأناشيد الخالية من المحاذير الشرعية ما يغنيهم عن الغناء المحرم، وراجع فيه الفتوى رقم: 2351، والفتوى رقم: 21655.. والأولى لهم أن يتخيروا له قارئاً حسن الصوت بالقرآن، فلعل الله تعالى يجعل في قلبه حب سماع القرآن ويكون فيه غناؤه وشفاؤه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني