الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تقضي الصوم إذا كانت تجهل متى بلغت

السؤال

في أول أيام بلوغي لم يعلم بالأمر إلا الخادمة وهي مسافرة الآن، وأمي علمت ببلوغي عند دخولي المدرسة المتوسطة، وأنا لا أذكر الآن عدد السنين التي أفطرت فيها رمضان، أو متى بلغت، لأنني لم أكن بوعي ديني، أو في أمر الحيض ولم أستقم على شرع الله تمام الاستقامة ـ ولا أزكّي نفسي ـ إلا في الصف الأول الثانوي، وأمي الآن تقول إنها كانت تأمرني بقضاء الصوم يعني عندما كنت في المتوسطة وفي الصف الأول الثانوي والآن نسيت ما فعلته في هذه السنين ولا أذكر اليوم الذي بلغت فيه، فهل أقدّرها بسنة كاملة؟ كأن أكون بلغت في السادس، لأنني لا أظن أن المدة تطول؟ وماذا يجب عليّ؟ وهل يجب علي أن أطعم عن كل يوم مسكينا؟ وكم المقدار؟ فالتوجيه الديني نادر كما ألاحظ الآن من والداي وأرجو عفو الله ومغفرته لي ولهم ولكم ولسائر المسلمين فلم يكن إفطاري عن قصد وتعمّد للإفطار ولم يكن عدم استقامتي عن تعمّد، فقد كان ينقصني التوجيه في المنزل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت شاكة في الوقت الذي بلغت فيه فاجتهدي في التحري، فإن حصل لك اليقين، أو غلبة الظن بأنك بلغت في وقت معين فاعملي بما أداك إليه اجتهادك وتحريك، وإلا فالأصل عدم حصول البلوغ، فإن احتمل وقوعه في وقتين فالأصل أنه يضاف إلى آخرهما، قال السيوطي ـ رحمه الله: الأصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن. انتهى.

ثم عليك بعد هذا أن تقضي من الأيام ما أفطرته بعد تحقق البلوغ، فإن جهلت عدد تلك الأيام فاعملي بالتحري واقضي من الأيام ما يحصل لك به اليقين، أو غلبة الظن ببراءة ذمتك، لأن هذا هو ما تقدرين عليه والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وانظري الفتوى رقم: 70806، ولا تلزمك الفدية لتأخير القضاء هذه المدة إذا كنت جاهلة بالحكم ـ كما هو الظاهر ـ وانظري الفتوى رقم: 123312.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني