الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجتماع الزوجين مع التغاضي عن بعض الهفوات أولى من الطلاق

السؤال

تزوجت منذ 6 أشهر، وحدثت خلافات زوجية كثيرة من أول شهر زواج، ولكن زادت تلك المشاكل بشكل كبير، أصبحت زوجتي لا تحترمني أمام الأهل، وترفع صوتها علي، ولا تطيعني في بعض الأمور، وتعمل على فرض سيطرتها على البيت، مثلا هي تريد أن أفعل كل شيء يخصني في البيت، وهي تفعل لنفسها كل شيء يخصها، حتى اشتكيت لأهلها من ذلك، ولكنهم دائما يقفون في صفها؛ حتى أني أدخلت أهلي حتى يكون هناك حل نهائي لتلك المواضيع، فاقترحت أمي أن يذهب كل منا عند أهله ليستريح قليلا، ولكن أهلها تصرفوا بشكل غريب جداً، أولا أتوا إلى منزل أبي واشتكونى لجيراني بالباطل، وسبوني في شارعي، وقالوا إني ضعيف جنسيا للناس في الشارع حتى لا أتزوج بأخرى، وهذا كلام باطل وافتراء، وأخذوا أشياء من منزلي بدون علمي، فغيرت المفتاح للباب حتى أأمن غدرهم بعد الذي فعلوه، ولكنهم جاءوا إلي البيت مع (بلطجية) وهددوني بالقتل وأخو زوجتي رفع علي أنا وأهلي سكينا وهددنا بأمر من أهل زوجتي، ولكن ستر ربنا، وبعد فترة جاءت زوجتي لعملي تقول لي أنا آسفة بشأن ما عمله أهلي، ومستعدة أعمل أي شيء ليرضيك، فقلت لها أنت كنتِ واقفة أمام الناس وأهلك يقولون علي أني ضعيف جنسيا، لماذا لم تدافعي عني فلم تجب؛ فقالت لي لا تظلمني بسبب أهلي، فقلت لها سوف أشاور أهلي؛ وعندما شاورت أهلي وأقاربي وأصدقائي كلهم قالوا لي بالإجماع إن النسب تعكر، هؤلاء الناس لا تأمنهم على نفسك، وهذه الزوجة غير صالحة، وهي تتحايل عليك، ولا تنفع أن تكون زوجة أمينة، وأنا بالفعل أخاف أن يغدروا بي؛ فماذا أفعل يا سادة؟ هل أطلقها وأبحث عن زوجة أخرى تسعدني؟ وهل لو طلقتها فأنا أظلمها فعلا؟ علما بأننا لم ننجب حتى الآن؛ فأرجو مساعدتي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كانت زوجتك قد أساءت إليك، وظهرت منها علامات النشوز، فما كان ينبغي لك أن تبادر بإخبار الأهل وتسمح لهم بالتدخل في الأمر على وجه ترتبت عليه مفاسد كثيرة، وإنما كان ينبغي عليك أن تسلك معها وسائل الإصلاح المشروعة. وانظر في ذلك الفتوى رقم: 94975.

وعلى كل حال فما دامت زوجتك قد جاءتك معتذرة وراغبة في معاشرتك بالمعروف فلتقبل عذرها وترجعها لبيتك وتعاشرها بالمعروف، ولتحسن الظن بها ولا تستمع لمن يخوفونك من إرجاعها، واعلم أنه لا ينبغي أن تأخذها بذنب أهلها إن كانوا قد أساءوا إليك. وإذا كنت تخشى ضررهم فلك أن تمنعها من زيارتهم.

وأما الطلاق فلا ننصحك به، فإن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح، وإذا أمكن للزوجين الاجتماع والمعاشرة بالمعروف ولو مع التغاضي عن بعض الهفوات والتنازل عن بعض الحقوق، كان ذلك أولى من الفراق، ومع ذلك فإنك إذا أردت طلاقها فلست ظالماً لها إذا دفعت إليها حقوقها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني