الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدخول على البريد الإلكتروني للغير ومسح ما عليه من منكرات

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيملي صديق لديه إيميل يكتظ بالصور الخليعة وأنا أستطيع دخول هذا الإيميل، فهل يجوز لي أن أمسح كل ما لديه بدون علمه؟ وجزاكم الله عنا كل خير في الدنيا والآخرة ورزقكم سعادة الدارين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الصور الخليعة من المنكر الذي يجب على المسلم تغييره إذا كان مستطيعاً لقوله صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم وغيره.

ولذلك فإذا كان صديقك يسمح لك بدخول موقعه وكنت تستطيع إزالة هذه الصور فإن عليك إزالتها بشرط ألا يترتب على ذلك منكر أكبر منه، لأن وجوب تغيير المنكر يسقط إذا أدى إلى منكر أعظم منه، والأفضل أن تنصحه وتقنعه هو بإزالتها وخاصة إذا كنت تخشى أن يردها مرة أخرى أو يترتب على فعلك ما لا تحمد عقباه.

وننبه السائل الكريم إلى أنه لا يجوز للمسلم التطفل والاطلاع على مواقع الآخرين وما يخصهم دون علمهم لأن ذلك من التجسس الحرام فقد قال الله تعالى عنه (ولا تجسسوا)، ولما رواه أحمد وغيره عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تؤذوا عباد الله ولا تعيروهم ولا تطلبوا عوراتهم فإنه من طلب عورة أخيه المسلم طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته. ولما رواه أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته.

وانظر المزيد عن ذلك مفصلاً في الفتوى رقم: 16126، والفتوى رقم: 65893.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني