الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجنة والنار دارا جزاء وليستا داري تكليف

السؤال

هل من عليه دين مع الله يدخل الجنة؟ و كيف يحاسبه الله؟ هل يؤديها في جهنم والعياذ بالله؟ على سبيل المثال، من عليه قضاء صلوات أو صيام (سواء يعلم أو لا يعلم بها)، أو لم تقبل صلاته أو صيامه لسبب ما و هو لا يدري؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي التنبيه أولا إلى أن كيفية الحساب ودخول النار أو الجنة وقبول الطاعات هي من أمور الغيب التي لا يمكن الاطلاع عليها في هذه الدنيا، والذي يجب على المسلم هو أن يمتثل أمر الله تعالى ويحافظ على ما افترض عليه من صلاة وصيام وغيرهما من الفرائض والواجبات، ولا يجوز له التفريط في شيء من ذلك. فإن ترك بعض الصلوات لعذر من نسيان أو نوم أو غفلة أو نحو ذلك، أوترك بعض الصيام وجب عليه قضاء ما فات عليه باتفاق أهل العلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله تعالى يقول: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي . رواه مسلم.

وفي هذه الحالة لا يأثم لكن يجب القضاء وإلا كان آثما.
أما من ترك بعض الصلوات عمدا فقد اختلف أهل العلم في وجوب القضاء عليه مع اتفاقهم على أنه عاص والعياذ بالله تعالى، فذهب الجمهور إلى وجوب القضاء وعلى هذا فمن عليه صلوات سواء فاتت بعذر أو بغيره فإنه يجب عليه قضاؤها على الفور، وسنحيله على فتوى كيفية قضاء الفوائت، فإن فرط في ذلك كان آثما فإن مات قبل أن يتوب إلى الله ويقضي ما عليه مع تمكنه من القدرة على القضاء فهو في مشيئة الله تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عاقبه، أما دخول الجنة فإن من معتقد أهل السنة أن من مات لا يشرك بالله سيدخل الجنة ولو بعد حساب وعقاب، ثم إن إبراء الذمة من الفرائض والواجبات سواء كانت مما يتعلق بحق الله تعالى أو بحقوق الناس مكانه الدنيا وليس في النار أو الجنة إذ هما دارا جزاء وليستا داري تكليف، ثم إن هذا كله في الفرائض التي يعلم أنه تركها أوأداها على وجه غير صحيح، أما ما ليس له به علم فلا يحاسب عليه، وأما قبول العبادة فمرده إلى الله لأن قبول الطاعات أمرغيبي لا يمكن الاطلاع عليه، فعلى المسلم إتقانها مع الإخلاص فيها لله تعالى ثم رجاء قبولها، وتفويض أمر ذلك إلى الله تعالى.

وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 24791، 31107 ، 97771، 141365.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني