الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إنكار المنكر على الزوج وعدم مشرعية التجسس عليه

السؤال

أريد أن أعرف هل الغيرة من حق الزوجة؟ وهل لها أن تتدخل في زوجها عندما ترى اهتمامه الكبير بالحاسوب وجلوسه الكثير عليه واكتشافها أنه يريد ربط علاقات مع البنات عبر ما يسمى بالفيسبوك بنية الدعوة حسب قوله؟ وعندما أواجهه يصدني بقوة ويقول بأنه لا دخل لي وأنني أتجسس عليه وأن هذا ليس من حقي، وقد أصبحت أحس أنه لا قيمة لي ولا اعتبار ولم أعد أعرف ما لي وما علي، أرجوكم أفيدوني وأخرجوني من حيرتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغيرة أمر فطري، لكن الغيرة إذا خرجت عن حد الاعتدال فهي مذمومة ولا سيما إذا حملت على ما لا يجوز من البغي والعدوان، وانظري الفتوى رقم: 71340.

ومن صور البغي التجسس، فهو حرام ولا يجوز إلا في أحوال معينة سبق بيانها في الفتويين رقم: 15454، ورقم: 57410.

واعلمي أن الزوجة إذا رأت زوجها على منكر فالواجب عليها أن تنهاه عنه، لكن ليس من حقّها تأديب زوجها على المعاصي، فإذا كان زوجك يقيم علاقات مع النساء الأجنبيات بزعم أن الغرض من ذلك دعوتهن إلى الله فهذا تلبيس من الشيطان وهو باب شر وفساد والواجب عليه أن يتقي الله ويقطع هذه العلاقات ويشغل نفسه بما ينفعه في دينه ودنياه.

والذي نوصيك به أن تنصحي زوجك برفق وتطلعيه على كلام أهل العلم فيما يقع فيه من مخالفات شرعية

واحذري من النزاع والشقاق وكثرة الجدال مع زوجك فذلك يفتح الباب للشيطان ليفسد بينك وبين زوجك ويصدّه عن قبول النصح، واستعيني بالله، واحرصي على حسن التبعّل له وعدم التقصير في حقوقه، والدعاء له بظهر الغيب فإنّ الله قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني