الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع ترك الحديث مع الزوجة زمنا إذا رفعت صوتها عليه

السؤال

تزوجت منذ سبعة أشهر بعد طلاق دام أكثر من ثماني عشرة سنة، والمشكلة أن زوجي مقيم في بلد آخر غير الذي أقيم فيه وعشرتنا لم تتجاوز ثلاثة أشهر وكل واحد منا ذهب إلى بلد، والوسيلة الوحيدة هي التليفون وأنا دائما أشتد في النقاش معه، لأنني لا أستطيع العيش بعيدة عنه، على العلم أنني أعيش مع أهلي ومرتاحة ماديا ولا ينقصني سوى زوجي، كما أنني لا أكلفه شيئا، لا ينقق علي ولا أي شيء سوى التليفون وهو يكلمني مجانا وهو ليس ببخيل معي مدة معاشرتي له في هذه الأشهر القليلة، والمشكلة أنني عندما أتخاصم معه يقفل تليفونه أسبوعين وأكثر وأتصل وأعتذر ولا شيء ولا يكلمني رغم أنني أتعب، وأصبح عندي ضغط ولا يهتم ولا يكلف خاطره، ولابد أن أتصل بأمه لكي تكلمه من أجل أن يرد علي، وعندما نتصالح أقول حاول أنك تغير هذا الطبع ولا فائدة مع أنني لا أحكي كلاما قبيحا، أو أهينه، أو أعيبه أو أهله، لكن أرفع صوتي عليه عندما يكلمني، وهذه الأشياء أرجو معرفة من يقاطع زوجته ولا يكلمها، مع العلم أنني لا أجبره لا على مصاريفي ولا أي شيء ورغم ذلك يرسل لي أن الملائكة تلعنني رغم أنني أتصل كل يوم من غير فائدة، أرجو الجواب بسرعة، لأنني قررت الانفصال عنه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على الزوجين المعاشرة بالمعروف، ولكل من الزوجين حق على الآخر وعلى كل منهما أن يؤدي هذه الحقوق على وجه الكمال والتمام ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ولتعلم السائلة أن حق الزوج على زوجته عظيم فلا ينبغي لها أن ترفع صوتها عليه، أو تخاطبه بأسلوب غير لائق، وإذا حصل بينهما نزاع فينبغي أن يتفاهما ويحتكما إلى الشرع، فإن لم يصطلحا فحكم من أهله وحكم من أهلها، أما عن هجر الزوج لزوجته في الكلام بسبب ما يحصل بينهما من خلاف فلا يجوز فوق ثلاثة أيام، قال ابن قدامة: فأما الهجران في الكلام فلا يجوز أكثر من ثلاثة أيام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام.

والذي ننصحك به أن تصبري وتجتهدي في سبل الإصلاح بينك وبين زوجك ولا تتعجلي في طلب الطلاق، فإن الطلاق ينبغي أن يكون آخر الحلول، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 81051.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني