الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التغني بالقرآن والاستماع لمن يتغنى به

السؤال

السؤال باختصار: هل استماعي للقرآن من الشيخ مشاري بن راشد العفاسي والشيخ سعد الغامدي والشيخ أحمد بن علي العجمي فيه ضرر في ديني؟ وهل قراءتهم صحيحة أم لا؟
لأن رئيسي في العمل قال لي لا تستمع لمثل هؤلاء القرّّاء لأنهم قد حرفوا القرآن ويقرأونه بنغم غير الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأمرني أن أستمع فقط للشيوخ المصريين مثل الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله وباقي الشيوخ المصريين.
وأنا أحب أن أستمع للقرآن من كل القراء دون أن أفضل بعضهم على بعض أفتوني في أمري أثابكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من اختصاصنا تقويم القراء ولا الحكم على قراءتهم ولكنا بوجه عام نقول: التغني بالقرآن مطلوب كما بيناه في الفتوى رقم: 14628, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينوا القرآن بأصواتكم . رواه النسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد وصححه الألباني.

لكن الذي يحذر أن يبالغ في هذا حتى يصير كهيئة لحون أهل الأغاني والمعازف فإن هذا محظور يجب تنزيه القرآن عنه, وقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 77939, أن تكلف مراعاة القواعد والمقامات الموسيقية في تلاوة القرآن لا يجوز.

وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله: وكلُّ من له علم بأحوال السلف، يعلم قطعاً أنهم بُرآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة، التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة ، وأنهم أتقى للّه من أن يقرؤوا بها، ويُسوّغوها. انتهى.

وعليه فإن من ثبت عليه هذا فينبغي تجنب الاستماع إليه, أما من خرجت منه القراءة بتغني وتطريب دون تكلف هذه الألحان والمقامات فلا حرج عليه, وتراجع الفتوى رقم: 131974، ففيها بيان مفيد لهذه المسألة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني