الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الزوج إذا أرادت زوجته خلع الحجاب أو الانفصال

السؤال

أنا متزوج منذ 7 سنوات من فتاة طيبة القلب وتتمتع بالاستقلالية ومتعلمة. لدينا 3 أطفال، زوجتي من أسرة منفتحة وكذلك أنا، لم تكن زوجتي ملتزمة بالحجاب قبل الزواج، في فترة الخطوبة طلبت منها الالتزام بالحجاب ووافقت إلا أنني أعتقد أنها لم تكن مقتنعة 100%. أنا أيضا من أسره منفتحة، ولم نكن كأسرة ملتزمين بالأمور الدينية؛ إلا أن الله منّ علي وعلى معظم أفراد الأسرة بالالتزام والهداية بمشيئته. فأنا توقفت وتبت عن كثير من الأعمال السابقة، وأصبحت ملتزما أكثر، وأدعو الله إلى الأفضل. زوجتي وبعد هذه السنين تريد خلع الحجاب متعللة بأنني غصبتها عليه، وأن خلفية أسرتي ليست متدينة، وأنها تقول إنها قد ترتدي الحجاب ولا تلتزم بالصلاة. أنا لا أتفق معها وأشعر بالضيق من طلبها. ماذا عساي ان أعمل في هذه الحالة.هي تريد الانفصال الآن. فما العمل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت باستقامتك على طريق الحق، وحملك أسرتك على السير في هذا السبيل الذي فيه خير الدنيا والآخرة، ونسأل الله لنا ولكم الثبات حتى نلقاه. ونسأله سبحانه أن يهدي زوجتك صراطه المستقيم.

والحجاب فريضة شرعية، فالتزام زوجتك به أمر واجب عليها، سواء أمرتها بذلك أم لم تأمرها به. وتعللها بغصبك لها أو أن أسرتك منفتحة، أو أنها قد تلبس الحجاب ولا تصلي، فمن العذر الذي هو أقبح من الذنب. والصلاة فريضة كما أن الحجاب فريضة لا يجوز التفريط في أي منهما.

ونوصيك بالصبر عليها وتذكيرها ببعض النصوص الواردة في الترغيب في الحشمة والستر، وكذا النصوص الواردة في التنفير من التبرج والسفور، ويمكنك أن تستعين في ذلك ببعض فتاوانا بهذا الخصوص، ونحيلك منها على الفتوى رقم: 26387، والفتوى رقم: 2595. وهذا فيما إذا كان المقصود بالحجاب ما يستر البدن، وأما إن كان المقصود ما يستر الوجه خاصة، فإن تغطية الوجه وإن كانت واجبة على الراجح إلا أن الأمر فيه أيسر لقوة الخلاف. وراجع الفتوى رقم: 4470.

ولا يجوز لزوجتك طلب الطلاق لهذا السبب، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة" رواه أبو داود والترمذي. ولا يلزمك طلاقها إلا إذا شئت، ولك الحق في أن تمتنع عن طلاقها حتى تفتدي منك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني