الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المفاضلة بين القراء على حسب أصواتهم

السؤال

ما حكم قول: صوت القارئ الفلاني أفضل من القارئ الفلاني، بل يوجد بينهما فرق كبير في الصوت فأنا أرتاح للقارئ الفلاني ولا أرتاح للقارئ الآخر؟ أفتوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغي لمستمع القرآن الكريم أن يكون جل تركيزه على التدبر والتفهم لما يتلى، ويشعر نفسه بأنه مخاطب بأوامر القرآن ونواهيه لينتفع، ولو رغب في الاستماع لقراءة شخص معين، أو استحسن قراءة بعض القراء دون البعض، أو كان يرتاح لقارئ دون آخر فلا شيء عليه في ذلك، بل ذكر أهل العلم أن طلب القراءة من حسن الصوت جائز مستحسن، للأحاديث الدالة على ذلك، ففي دليل الفالحين لابن علان عند الكلام على ما روي عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ من أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه أن يقرأ عليه القرآن، قال ابن علان: هو دليل طلب القراءة من حسن الصوت. انتهى.

أما القول بأن صوت القارئ الفلاني أفضل أو أحسن من صوت فلان فالظاهرأنه مما لا ينبغي إن كان لغير حاجة، ويخشى أن يكون غيبة، فقد ذكر عن بعض السلف كراهة المفاضلة بين العالم الفلاني والعالم الفلاني، ففي ربيع الأبرار عند ذكر مناقب أبي حنيفة ـ رحمه الله تعالى ـ قال: وكان يكره إذا كان عالمان في قبيلة أن يفضل أحدهما على الآخر، ومر بابن سيرين طبيبان ذميان، فقيل له أيهما أطب؟ فقال أخاف أن تكون غيبة. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني