الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إذا ختم الرجل القرآن قبل الملك بين عينيه. لم يثبت مرفوعا

السؤال

لماذا إذا ختم الرجل القرآن قّبّله ملك من الملائكة بين عينيه؟ هذا قول سفيان الثوري، وماذا عن الفتاة ـ المرأة ـ إذا ختمت القرآن فعلى ماذا تحصل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الأثر ذكره الدينوري في المجالسة عن سفيان من كلامه ولفظه: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلِبِيُّ، نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: إِذَا خَتَمَ الرَّجُلُ الْقُرْآنَ قَبَّلَ الْمَلَكُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، قَالَ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ: فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ: رَحِمَ اللهُ سُفْيَانَ هَذَا مِنْ مُخَبَّآتِ سُفْيَانَ، وذكره البيهقي في الشعب وأبو نعيم في الحلية عن سفيان عن حبيب بن أبي عمرة ـ

فهذا الأثر لم يرفعه أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل هو إما من كلام سفيان أو من كلام حبيب، وعلى تقدير صحة هذا الكلام فإنما يفعل الملك ما ذكر والعلم عند الله تعالى فرحا بما حصل من الطاعة ومحبة لهذا العبد الذي فعل ما يحبه الله تعالى، وعلى تقدير صحته أيضا، فهل هو خاص بالذكر أو عام في حق الذكر والأنثى؟ هذا مما لا يستطاع الجزم به، لأنه من الغيب الذي لا يعلم إلا بتوقيف، والذي يظهر ـ والعلم عند الله تعالى ـ أن هذا مختص بالذكور يدل لذلك ما ثبت في صحيح مسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة ـ رضي الله عنها ـ في شأن جبريل عليه السلام: ولم يكن ليدخل عليك وقد وضعت ثيابك.

ثم البحث في مثل هذا مما لا طائل تحته، وبخاصة والأثر ليس ثابتا عن معصوم، وأما فضل تلاوة القرآن وختمه فأعظم من هذا بكثير، وهو مما يشترك فيه الذكر والأنثى، وحسب قارئ القرآن أن له بكل حرف يتلوه حسنة، والحسنة بعشر أمثالها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، والنصوص في فضل تلاوة القرآن كثيرة جدا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني