الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين الأثر والخبر والسنة

السؤال

جاء في المعجم الوسيط أن الأثر بمعنى: ما خلفه السابقون. والخبر المروي والسنة الباقية. فما الفرق بين هذه الأشياء وما معنى الأثر هنا. وفي الأثر: من تعلم لغة قوم أمن شرهم ؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الفرق بين المذكورات يتضح في تعريف كل منها.
فالخبر معناه في اللغة: المروي الذي يحتمل الصدق والكذب، ويقابله الإنشاء، ومعناه في اصطلاح المحدثين: قيل مرادف للحديث، وقيل: الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر ما جاء عن غيره؛ ولذلك : قيل لمن يشتغل بالحديث محدث، ولمن يشتغل بالتواريخ والأخبار: إخباري. وقيل غير ذلك.
وأما الأثر فمعناه في اللغة: بقية الشيء، أو ما بقي من رسمه وأثره، وفي اصطلاح المحدثين: يطلق على ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه من السنة. ويطلق عند بعضهم على ما روي عن الصحابة فقط. وانظري الفتوى: 35830.
وأما السنة في اللغة فإنها تطلق على الطريقة المسلوكة، أو المتبعة، سواء كانت حسنة أو سيئة، وإذا أطلقت من غير تقييد فيراد بها الحسنة. وكذلك تطلق لغة على العرف والعادة والشريعة. ومعناها في اصطلاح المحدثين : كل ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة. وانظري الفتويين: 38938، 25309 للمزيد من الفائدة.
وأما الأثر المذكور فليس بحديث عن النبي- صلى الله عليه وسلم- ولا تصح نسبته إليه كما قال أهل العلم، ومعناه عند بعضهم صحيح، وأن من لا يعرف الشر يمكن أن يقع فيه.

فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة السعودية المجموعة الأولى: فإن من تعلم لغة قوم فجالسهم علم ما يتحدثون فيه فأمن مكرهم به. وأما ما يقتضيه من الترغيب في تعلم اللغات الأجنبية فإنه مشروع عند الحاجة؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لسان اليهود؛ ليكون واسطة مأمونة موثوقة بينه وبين اليهود في نقل كلامه إليهم وكلامهم إليه. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني