الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية التسمية عند الأكل والشرب واللبس ودخول البيت

السؤال

ماهو القول السديد في قصة تلاقي شيطان الكافر وشيطان المؤمن والحوار الذي دار بينهما الذي أبرز صفات كل من العالمين ـ الجن والإنس ـ مع العلم أن هذه السابقة سمعتها من أحد المشايخ على الشاشة ـ ولا أريد ذكر الاسم ـ حفاظا على حرمة المشايخ، أسأل الله أن يرزق الإخوة السداد وعدم الإطالة، وبارك الله لي ولهم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تقصد ما ذكر أحد العلماء أن أبا هريرة قال: التقى شيطان المؤمن وشيطان الكافر فإذا شيطان الكافر متعافي سمين كاسٍ وشيطان المؤمن مهزول ضعيف أشعث أغبر عاري، فقال شيطان الكافر لشيطان المؤمن ما لي أراك مهزولاً؟ قال أنا مع رجل إذا أكل سمى الله فأظل جائعًا، وإذا شرب سمى الله فأظل عطشانًا، وإذا لبس سمى الله فأظل عريانًا، وإذا ادهن سمى الله فأظل شعثًا، فقال شيطان الكافر، لكني مع رجل لا يفعل شيئًا من ذلك، فأنا أشاركه في طعامه وشرابه، لأنه لا يذكر الله عند أكل ولا شرب ولا لبس، وهذا ما يتمناه الشيطان نعوذ بالله منه. انتهى.

فهذا لم نجده مسندا في شيء من الكتب التي تهتم بالأسانيد، وإنما ذكره العزالي في الإحياء ولم يعلق عليه العراقي في المغني ثم إن التسمية عند الأكل والشرب واللبس ودخول البيت حض عليها الشرع، فالتسمية عند الطعام مستحبة عند جمهور أهل العلم، وبعضهم يقول بوجوبها، فقد روى أبو داود وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره. صححه الألباني.

قال العيني في عمدة القارئ: باب في بيان التسمية على الطعام أي القول بسم الله في ابتداء الأكل، وأصرح ما ورد في صفة التسمية ما رواه أبو داود والترمذي من طريق أم كلثوم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ مرفوعا: إذا أكل أحدكم الطعام فليقل بسم الله، فإن نسي في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره ـ والأمر بالتسمية عند الأكل محمول عل الندب عند الجمهور، وحمله بعضهم على الوجوب لظاهر الأمر. اه.ـ

وتسن عند الدخول للبيت للحديث: إذا دخل الرجل بيته فقال بسم الله، وإذا أكل فقال بسم الله، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا طعام. رواه مسلم.
وتسن عند تبديل الملابس والدخول للخلاء، لما روى الترمذي عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول: بسم الله. صححه الألباني في صحيح الترمذي.

وفي شرح رياض الصالحين للشيخ ابن عثيمين: الشيطان يحضر ابن آدم في كل شئونه إن أراد أن يأكل حضره، وإن أراد أن يشرب حضره، وإن أراد أن يأتي أهله حضره حتى يشاركه، كما في الآية الكريمة: وشاركهم في الأموال والأولاد ـ فهو يشارك أهل الغفلة، فإذا قلت وأنت تأكل: بسم الله منعته من الأكل، ما يقدر على الأكل معك وقد سميت على الطعام أبدا، وإذا لم تقل بسم الله أكل معك، فإذا قلت: بسم الله، فإن الشيطان يترقب اللقمة إذا سقطت بالأرض، فإن رفعتها أنت فهي لك، وإن تركتها أكلها هو فصار إذا لم يشاركك في الطعام شاركك فيما يسقط من الطعام. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني