الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعليم من لا يوجه أصابعه نحو القبلة مستحب

السؤال

كثير من الناس في المسجد عندنا نراهم لا يصلون جيدا، فمثلاً لا يوجهون أصابع أقدامهم إلى القبلة، بل يرخونها على الأرض، وهم أكبر مني سناً، فهل علي أن آمرهم بالمعروف؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأمر بالمعروف من أهم شعائر هذا الدين، وبه امتازت هذه الأمة واستحقت أن تكون خير أمة أخرجت للناس، والمسلمون يأمر بعضهم بعضا بالمعروف صغيرهم وكبيرهم، فلا يمنعنك صغر سنك من أن تأمر بمعروف أو تنهى عن منكر، على أن تتحرى الأدب في خطاب الكبير وتوقيره وتحاول إيصال المعلومة إليه بطريقة لا ينفر منها، ثم إن الأمر بالمعروف الواجب واجب ما لم تخش مفسدة، وأما الأمر بالمعروف المستحب فهو مستحب.

وعليه؛ فمن رأى من يفعل في صلاته ما يبطلها أو ما هو محرم فيها وجب عليه تعليمه ما لم يخش مفسدة راجحة، وإن كان ما يفعله مكروها أو ما يتركه مستحبا فتعليمه ـ والحال هذه ـ مستحب لا واجب، قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في شرح البخاري: ويجب الأمر بإتمام الركوع والسجود وإقامة الصلب في الصلاة... فإن رأى من يفعل في صلاته مكروها لا يبطل الصلاة فأمره بتركه برفق كان حسنا، قال الأثرم: قلت لأبي عبد الله: رجل رأى رجلا مشمرا كميه في الصلاة، أترى عليه أن يأمره؟ قال: يستحب له أن يصلي غير كاف شعرا ولا ثوبا، وليس هذا من المنكر الذي يغلظ ترك النهي عنه. انتهى.

فإذا علمت هذا فتوجيه أصابع الرجلين نحو القبلة في السجود سنة لا واجب، قال النووي: وَالسُّنَّةُ أَنْ يَنْصِبَ قَدَمَيْهِ وَأَنْ يَكُونَ أَصَابِعُ رِجْلَيْهِ مُوَجَّهَةً إلَى الْقِبْلَةِ، وَإِنَّمَا يَحْصُلُ تَوْجِيهُهَا بِالتَّحَامُلِ عَلَيْهَا وَالِاعْتِمَادِ عَلَى بُطُونِهَا. انتهى.

وقال في المغني: وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ، وَيَثْنِيهِمَا إلَى الْقِبْلَةِ، وَقَالَ أَحْمَدُ: وَيَفْتَحُ أَصَابِعَ رِجْلَيْهِ، لِيَكُونَ أَصَابِعُهُمَا إلَى الْقِبْلَةِ، وَيَسْجُدُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيْهِ. انتهى.

وعليه، فتعليمك من لا يوجه أصابعه إلى القبلة مستحب لا تأثم بتركه، وعليك مراعاة ما بيناه من الرفق واللين والتأدب مع الكبير حال وعظه ونصحه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني