الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم هجر الزوجة في الكلام وعدم الأكل والشرب معها

السؤال

زادت خلافاتي مع زوجي مؤخرا جدا، والسبب هو أن ابني كثير البكاء، ومعظم الخلافات لأن والده يضربه وأمنعه من الضرب، والبارحة تناقشت مع أخت زوجي في موضوعي مع زوجي فقالت لي وجهة نظرها وأنه لا يريد سماع شيء مني، وآخر ما توصل إليه كجملة أحتاج سنة كاملة لأراجع نفسي، فإن أعجبك هذا الوضع فبها، وإن لم يعجبك فاعملي ما تريدينه، يا شيخنا نحن نعيش في بيت واحد ولا أحد منا له علاقة بالثاني في أي حاجة ـ لا في النوم ولا في الأكل والشرب ـ وليس بيننا أي كلام كأننا أغراب، فهل هذا شرعي؟ وماذا يجب أن أفعل لأنه يرفض أي حوار؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان ولدك مميزا وأبوه يضربه ضرب تأديب مناسب فلا حق لك في منعه من تأديب ولده، وأما إن كان الولد غير مميز أو كان الضرب عنيفا فلا حق للأب في ذلك، وانظري الفتوى رقم: 33524.

وعلى كل حال، فليس من حق زوجك أن يهجرك في الكلام تلك المدة الطويلة، قال ابن قدامة: فأما الهجران في الكلام فلا يجوز أكثر من ثلاثة أيام، لقول النبي صلى الله عليه و سلم: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام.

ويجوز لك في هذه الحال طلب الطلاق للضرر الواقع عليك من مقاطعته لك، جاء في شرح مختصر خليل للخرشي: وَلَهَا التَّطْلِيقُ بِالضَّرَرِ... وَمِنْ الضَّرَرِ قَطْعُ كَلَامِهِ عَنْهَا، وَتَحْوِيلُ وَجْهِهِ عَنْهَا.

لكن الطلاق ينبغي ألا يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح، فالذي ننصحك به أن يتوسط بينك وبين زوجك بعض الصالحين من الأقارب أو غيرهم ليصلحوا بينكما، فإن لم يفد ذلك فلتوازني بين ضرر الطلاق وضرر بقائك معه على تلك الحال وتختاري ما فيه أخف الضررين، وللفائدة يمكنك التواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني