الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تربية الأولاد ليست مسؤولية الأم وحدها

السؤال

أنا متزوجة منذ خمس سنوات وأعيش في أمريكا مع زوجي وأطفالي، وزوجي لا يساعدني أبداً في تربية الأولاد، فالمرأة هنا مسؤولياتها كثيرة وبمفردها، أشتري لوازم البيت وأعتني بالأولاد وبالمنزل وعندما يعود للمنزل يأكل وينام ويجلس على النت بالساعات ليقرأ الأخبار أو على الفيسبوك ـ أي أنه يعيش وكأنه أعزب ـ وإذا طلبت منه المساعدة يقول أنت المسؤولة عن الأطفال وأن وظيفته هي إحضار المال فقط، ولا يحاول الجلوس مع ابنه الذي عمره أربع سنوات وطلبت منه المساعدة في تحفيظه سورا من القرآن أو حرفا واحدا من الأحرف العربية فلم يبذل أدنى جهد تجاه ذلك، وأيضاً عندما نكون على جدال فإنه يترك الصلاة. 

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقول بأن الزوج مطالب بإحضار المال فقط قول غير صحيح, بل هو مطالب أيضا برعاية أولاده وتربيتهم والقيام بتعليمهم وتوجيههم وفي الحديث المتفق عليه.... وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ.. قال النووي: الرَّاعِي هُوَ الْحَافِظ الْمُؤْتَمَن الْمُلْتَزِم صَلَاح مَا قَامَ عَلَيْهِ، وَمَا هُوَ تَحْت نَظَره، فَفِيهِ أَنَّ كُلّ مَنْ كَانَ تَحْت نَظَره شَيْء فَهُوَ مُطَالَب بِالْعَدْلِ فِيهِ، وَالْقِيَام بِمَصَالِحِهِ فِي دِينه وَدُنْيَاهُ وَمُتَعَلِّقَاته. اهــ.

والله تعالى أمر المؤمنين بأن يقوا أنفسهم وأهليهم نارا فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}.

وهذا النداء يدخل فيه الرجل ابتداء وقد قال علي ـ رضي الله تعالى عنه ـ في معنى قوله: قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ـ أدبوهم عَلموهم.

فمن الخطأ البين القول بأن الأب ليس مطالبا بتربية أولاده وأن التربية من مسؤولية الأم فقط، بل التربية مسؤولية مشتركة بين الزوج والزوجة.

وأما ترك الصلاة عند الخصومة: فهذه طامة أكبر من أختها السابقة فإن ترك الصلاة يراه بعض العلماء كفرا أكبر مخرجا من الملة، ومن لا يقول بالكفر بترك الصلاة يعده من أكبر الآثام وأشد العصيان ـ والعياذ بالله ـ فعلى زوجك أن يتقي الله تعالى وأن يذكر وقوفه بين يديه حافيا عاريا في يوم يشيب فيه الوليد من شدّة هوله وكربه، والذي نوصي به الأخت السائلة هو أن تحرص على نصح زوجها وتذكيره برفق ولين وحكمة وأن تختار الأوقات المناسبة لذلك وتوسط أهل الخير والصلاح ومن له تأثير عليه من أهله وأهلها لعله يصلح حاله ونسأل الله أن يشرح صدره ويهدينا وإياه إلى الصراط المستقيم, وانظري الفتوى رقم: 99820، عن تقصير الزوج في حقوق زوجته وأولاده, والفتوى رقم: 48514، عمن زوجها يتهاون في أداء الصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني