الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يحق للزوج أن يجبر زوجته المتعبة على عمل وليمة لأصحابه

السؤال

حكم الشرع في الزوج الذي يجبر زوجته على عمل أي شيء يريده كعمل وليمة لأصدقائه وهي لا تريد لأنها متعبة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف ويقوم بحقه الذي أوجبه الشرع، ولا شك أن حق الزوج على زوجته عظيم ومن ذلك أن تطيعه زوجته في المعروف، وانظري حدود طاعة الزوجة لزوجها في الفتوى رقم :115078، وبخصوص خدمة ضيوف الزوج ففيها خلاف بين أهل العلم، فعلى قول من يرى عدم وجوب خدمة الزوجة لزوجها لا يجب عليها خدمة ضيوفه بالأحرى، وقد نص المالكية على عدم وجوب خدمة الضيوف حتى في الحال التي يوجبون فيها على الزوجة خدمة زوجها.

ففي الشرح الكبير للشيخ الدردير: ....وَإِلَّا بِأَنْ لَمْ تَكُنْ أَهْلًا لِلْإِخْدَامِ أَوْ كَانَتْ أَهْلًا، وَالزَّوْجُ فَقِيرٌ فَعَلَيْهَا الْخِدْمَةُ الْبَاطِنَةُ وَلَوْ غَنِيَّةً ذَاتَ قَدْرٍ مِنْ عَجْنٍ وَكَنْسٍ وَفَرْشٍ وَطَبْخٍ لَهُ لَا لِضُيُوفِهِ.

وفي شرح مختصر خليل للخرشي: أَيْ لَهُ وَلَهَا لَا لِضُيُوفِهِ، وَكَذَا لَا يَلْزَمُهَا كَمَا أَفَادَهُ بَعْضُ شُيُوخِ شُيُوخِنَا الْخِدْمَةُ لِأَوْلَادِهِ وَعَبِيدِهِ وَوَالِدَيْهِ.
ويرى بعض أهل العلم وجوب خدمة الضيوف بالمعروف.

قال العيني (رحمه الله) : وفِيه: أَن الْوَلَد والأهل يلْزمهُم من خدمَة الضَّيْف مَا يلْزم صَاحب الْمنزل. عمدة القاري شرح صحيح البخاري.

وقد سئل الشيخ ابن عثيمين (رحمه الله) عن امرأة يطلب منها زوجها في بعض ليالي رمضان صنع الطعام لضيوفه، وهي عندما تقوم بذلك تحس بإرهاق شديد ولا تتمكن من القيام تلك الليلة، فهل يجب عليها طاعته في ذلك لو استمر الحال على ذلك أكثر ليالي رمضان؟
فقال : الواجب أن تعاشر المرأة زوجها بالمعروف، وعلى الرجل أن يعاشر زوجته بالمعروف، قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19] وليس من المعروف أن يرهق الرجل زوجته في خدمته في مثل هذا الوقت، وعلى تلك الحال، ولكن إن صمم فاللائق بالمرأة أن تطيعه. وإذا تعبت عن القيام وشق عليها فإن الله تعالى يكتب لها ما كانت تنويه وتريده، لأنها إنما تركت ذلك لعذر لتقوم بما يجب عليها من طاعة الزوج فيما يلزم طاعته.
وننبه إلى أن الأصل في علاقة الزوجين التوّاد والتراحم والتفاهم ومراعاة كلٍّ منهما لظروف الآخر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني