الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفع الشكاوى في المواقع لتخفيف الشر

السؤال

هل الاشتراك في موقع (جوجل إجابات) حلال أم حرام؟
وهو موقع فيه المسلمون والمسيحيون والملحدون, وقد يكون هناك من المسلمين من يسأل عن الأحكام الشرعية فيساعده بعض المسلمين في نسخ أقوال العلماء وفتاويهم من المواقع الإسلامية حيث إن فيه فائدة لكثير من المسلمين.
ولكن المشكل هو أن هناك من يستهزئ بالأديان وقد يجاهر بكفره ولا يبالي. كما أن هناك خدمة لرفع الشكاوي على الأعضاء المخالفين. فهل نعتمد على هذه الخدمة لإزالة المنكر أم الأفضل ترك الموقع قال تعالى:( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ( 140 ) ) سورة النساء
هذا وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحكم الاشترك في هذا الموقع كالكثير من غيره من المواقع يكون بحسب استعماله وما يترتب عليه من خير أو شر، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 155585.

وأما الآية التي ذكرها السائل فمثلها قوله عز وجل: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام: 68} وقد قال الله سبحانه بعدها: وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {الأنعام: 69}. فهذا النهي والتحريم لمن جلس معهم ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل المحرم، أو يسكت عنهم وعن الإنكار، فإن استعمل تقوى الله تعالى بأن كان يأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر فيترتب على ذلك زوال الشر أو تخفيفه، فهذا ليس عليه حرج، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 122008. ولمزيد الفائدة عن ذلك يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 118210.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني