الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من قصر في إنكار المنكر بلسانه

السؤال

بارك الله فيك يا شيخ: لدينا مدرس غير مسلم تصدر منه بعض الأحيان أمور لا تليق، وبعد انتهاء الحصة ذهبت وطلبت منه أن يتوقف عن تلك الأمور غير اللائقة، فسألني هل كان هناك أشياء أخرى عليه تجنبها؟ فقلت له لا، هذا هو خلاصة ما أردت توضيحه، والمشكلة يا شيخ أنه كان في نفسي أمور أخرى أردت أن أنكرها عليه، لكن لا أدري لماذا لم أنكرها, فهل أعتبر قد جحدت تلك الأمور الأخرى التي كان يجب على إنكارها؟ وبارك الله فيك وجزاك خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي تبين لنا من مضمون هذا السؤال، ومن أسئلة غيره سابقة لك أيها السائل، أنك مصاب بالوسوسة عموما وبالأخص فيما يتعلق بما تسميه الجحود، والاستهزاء بالدين، فعليك أولا أن تعرض عن تلك الوساوس، وهو العلاج الناجع الذي يخلصك من داء الوسوسة ـ بإذن الله تعالى ـ ثم اعلم أن معنى الجحود في لسان العرب: الإنكار، وفي الشرع: كتم الحق مع العلم بصدقه، قال الله تعالى حكاية عن فرعون وقومه: وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ {النمل:14}.

وهو نوع من أنواع الكفر الثلاثة، لأن الكفر منه كفر الجحود، ومنه كفر الجهل، ومنه كفر الإعراض، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 66920.

وليس ما فعلته من هذا في شيء، بل قصارى ما حصل منك أنك قصرت، فلم تنكر بلسانك منكرا قدرت على إنكاره ـ على فرض أن هذا الأمر الذي لاحظت على هذا الشخص منكر يجب إنكاره ـ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

وعلى هذا، فإن عليك أن تنكر عليه المنكر الذي يفعله، وتوخ في ذلك الحكمة والموعظة الحسنة، ونرجو أن لا يكون عليك حرج فيما سلف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني