الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقليد المرأة لأصوات القراء والمحاضرين

السؤال

أنا فتاة ولدي مشكلة يلومني الكثيرون عليها: وهي أنني من شدة حبي للأئمة فإنني أحيانا أقلدهم، فقبل أن أشرع في الصلاة أقول استووا واستقيموا، وأتقن تقليد أصوات القراء والأئمة، وأختي تقول إنني أتشبه بالرجال، لأنني أقلدهم، مع أنني لا أقصد ذلك، ولشدة حبي لدعاة الإسلام والمشايخ أحب أن ألقي المحاضرات، وأتقن تقليدهم، وأفضل اثنين من المشايخ وأسعد كثيرا عند مشاهدة محاضراتهم وأتتبع أخبارهم وأسعد بمشاهدة لقاءاتهم، فتلومني والدتي على ذلك، فما قولكم جزاكم الله خيرا فيما أفعله؟ وبم تنصحونني؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي هذا الأمر الذي سألت عنه تفصيل، فإن كان تقليد القاريء المعين أو الداعية بغرض تحسين الصوت بالتلاوة أو التأثير على المستمع في الدرس أو المحاضرة من غير أن يكون في ذلك تشبه بالرجل في غلظ الصوت ونحوه فلا حرج في التقليد في مثل هذه الحالة، وإذا كان هذا التقليد مشتملا على التشبه بالرجل في صوته فلا يجوز ذلك، لما فيه من التشبه بالرجال، وهو محرم شرعا وملعونة فاعلته على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال.

وننبه إلى أمرين:

الأمر الأول: أنه لا يشترط قصد التشبه، بل يحرم التشبه ولو بلا قصد، قال ابن تيمية في الكلام على التشبه بالكفار: وسواء قصد المسلم التشبه بهم أو لم يقصد ذلك بحكم العادة التي تعودها فليس له أن يفعل ما هو من خصائصهم. اهـ.

وقال ابن عثيمين: إذا حصل التشبه حصل المحذور وثبت حكمه سواء بقصد أو بغير قصد. اهـ.

الأمر الثاني: الحذر من أن يؤدي هذا الإعجاب إلى شيء من الافتتان بالشيخ أو الداعية بحيث تتلذذ المرأة برؤية صورته أو سماع صوته فيقع ما لا تحمد عقباه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني