الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من فضائل قراءة القرآن وقيام الليل

السؤال

ردا على رسالتكم بأن سؤالي وصلكم ناقصا.
فهذا نص السؤال:
عند قيامي لصلاة قيام الليل، أرى نورا في الغرفة في نفس المكان، وقد تكرر ذلك معي أربع مرات إلى غاية الليلة الماضية.
أرجوكم أريد تفسيرا لما رأيت.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقيام الليل فضائله عظيمة، ولبيان فضل قيام الليل والترغيب فيه تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 2115 ، 148017 ، 158493.

وليس عندنا ما يجزم به في تفسير هذا الأمر، ويمكن الاستئناس هنا بحديث أبي سعيد الخدري: أن أسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جالت فرسه، فقرأ، ثم جالت أخرى، فقرأ، ثم جالت أيضا. قال أسيد: فخشيت أن تطأ يحيى، فقمت إليها فإذا مثل الظلة فوق رأسي فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها، قال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جالت فرسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرإ ابن حضير قال: فقرأت، ثم جالت أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرإ بن حضير، قال: فقرأت، ثم جالت أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرإ بن حضير. قال فانصرفت. وكان يحيى قريبا منها خشيت أن تطأه، فرأيت مثل الظلة فيها أمثال السرج عرجت في الجو حتى ما أراها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم. رواه مسلم.

قال ابن حجر في الفتح: قال النووي: في هذا الحديث جواز رؤية آحاد الأمة للملائكة، كذا أطلق، وهو صحيح، لكن الذي يظهر التقييد بالصالح مثلا، والحسن الصوت. قال: وفيه فضيلة القراءة، وأنها سبب نزول الرحمة، وحضور الملائكة. قلت: الحكم المذكور أعم من الدليل، فالذي في الرواية إنما نشأ عن قراءة خاصة من سورة خاصة بصفة خاصة، ويحتمل من الخصوصية ما لم يذكر وإلا لو كان على الإطلاق لحصل ذلك لكل قارئ، وقد أشار في آخر الحديث بقوله: ما يتوارى منهم إلى أن الملائكة لاستغراقهم في الاستماع كانوا يستمرون على عدم الاختفاء الذي هو من شأنهم .... اهـ.

وعلى كل حال، فالذي نوصيك به هو تقوى الله تعالى، والمواظبة على قيام الليل، وعدم الالتفات إلى هذه الأمور وعدم شغل النفس بها والاغترار بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني