الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع التلاوة من المصحف إن كان بيديه وسخ يشق إزالته

السؤال

لدي عمل تتسخ فيه يدي بزيوت وبرادة حديد وشحوم وغيرها، وبعدما أنتهي أغسل يدي جيدا ويبقى أثر صغير لتلك الأوساخ في الشقوق والأظافر يصعب علي جدا أن أزيله، وقد من الله عز وجل علي بأن جعلني أحب قراءة كتب الدين وعلى رأسها المصحف الشريف وسؤالي: هل تجوز لي قراءة القرآن الكريم والكتب الدينية وعلى يدي شيء قليل من الأوساخ ،علما بأنني أخاف أن يذهب حفظي؟
وبارك الله فيكم وجزاكم خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا أنت اجتهدت في غسل يديك وتنظيفهما وكنت على طهارة فلا نرى عليك حرجا في أخذ المصحف بهما ـ ومثله بالأحرى كتب العلم ـ إذ لا يناله من قذر الوسخ شيء، ولأن هذا كما ذكرت قد شقت عليك إزالته فمعفو عنه، وبالجملة فتكريم المصحف مطلوب، وتعظيمه من تعظيم حرمات الله تعالى، جاء في الموسوعة: وذكر العلماء أنواعا من تكريم المصحف، فمن ذلك تطييبه، وجعله على كرسي، لئلا يوضع بالأرض، وإن كان معه كتب أخرى يوضع فوقها ولا يوضع تحت شيء منها.

ومما يجدر التنبيه إليه أن هذا الوسخ معفوّ عنه في الطهارة إذا تعذرت إزالته، بل قد رأى شيخ الإسلام ابن تيمية أن العفو يشمله ولو لم يتعذر غسله، كما بينا في الفتوى رقم: 183619.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني