الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ثدي المرأة إن خرج عن حد الاعتدال فهل يشرع إجراء جراحة لتكبيره

السؤال

أنا عزباء في أوائل الثلاثينات, لدي مشكلة تجعلني غير صالحة للزواج, وأريد فتواكم بشأنها؛ لكي أستطيع أن أعرف هل أتعايش معها ومع حياتي بدون زواج أم أنني يمكنني شرعًا أن ألجأ لحل دون أن أغضب ربي؟ فأنا أعاني من زيادة شعر الوجه والجسم, وتسطح الثديين؛ بحيث يجمع جسدي بين صفاتي الرجل والطفلة, واعذروني لأني سأضطر إلى أن أستفيض في الشرح لبيان حجم المشكلة, وبيان أن الوضع الذي أنا عليه غير طبيعي؛ حيث إن الحلمة والهالة تختفيان تمامًا خلف عملة من فئة ال 25 قرش الصغيرة الجديدة - دون مبالغة - وقد رأيت في بعض الأسئلة من هي محتارة بين أن تخبر خطابها بمشكلة مشابهة أو أن تخفيها وتتزوج منهم, أما أنا فقد تخطيت هذه المرحلة؛ حيث إني لن يمكنني أبدًا, ولن أجرؤ على الزواج وأنا على هذا الوضع, رغم ما في العنوسة من معاناة نفسية ومجتمعية - خاصة في عائلتنا مع وفاة والدي, وزواج كل إخوتي الصغار والكبار - بالإضافة إلى أنني لن أتحمل نفسيًا الزواج في ظل هذا الوضع, فلا أريد أن أمثِّل ابتلاء لزوج - فلو كنت رجلًا مكانه وعرفت بطريقةٍ ما هذه المشكلة لما أتممت الزواج - وأنا لا أريد أن أوجهكم لشيء ما, فأنا ألاحظ أنكم لا تخافون في الحق لومة لائم, وفتاواكم غير موجهة إعلاميًا, ولا سياسيًا, وغير مغرضة, وأنتم لا تعرفون أحدًا من السائلين؛ لذلك لجأت إليكم, علمًا أنني لا أبحث عن جمال يجلب الخطاب, وإلا كنت حاولت تجميل وجهي الذي لا يعد جميلًا - ولله الحمد, ولله السماواتُ والأرض ومن فيهن - فأنا أبحث فقط عن عملية حقن دهون, تجعل لدي ثديًا أقل من الحجم المثالي المتوسط - وليس مثاليًا- لكي أخرج من نطاق مشكلة الثدي الشبه معدوم خاصة, ولن أطيل عليكم بشرح معاناة السنوات الماضية, والسخرية, وتعليقات كل من هب ودب, وكل من هبت ودبت؛ حتى وصل الأمر بهن إلى حد التطاول بالأيدي, فأنا لا أريد الضغط عليكم أكثر, ولكني أردت دقة العرض ودقة الفتوى, علمًا أنني أرجح بشدة أن لدي خللًا هرمونيًا, إلا أنني لم أجرِ تحليلًا؛ لأن العلاج الهرموني - على حد علمي - غير مجدٍ, وله آثار جانبية خطيرة للغاية, فهل يمكن اعتبار حالتي حالة ضرورة - كمرضى القلب الذين يجرون جراحات بالقلب لتغيير عيب خلقي ولدوا به, رغم عدم تأثير العيب على حياتهم, وإمكانية إكمال حياتهم بتعاطي الحبوب مدى الحياة -؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل في مثل هذه العمليات هو الحرمة، فإن خرجت الحالة عن حد المعتاد خروجًا مشوهًا للخلقة تشويهًا مشينًا، فلا حرج ـ إن شاء الله ـ في إجراء عملية ترده إلى حد الاعتدال، وراجعي في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 117029, ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 182609، 33999.

هذا .. وننبه على أنه لا حرج أصلًا في تكبير الثدي إن كان عن طريق استعمال أدوية وعقاقير طبية غير مضرة، وراجعي في ذلك الفتويين: 61303، 12784.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني