الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز للأبناء إعانة الآباء على المنكرات

السؤال

أبي كثيرا ما يشاهد التلفاز عندما يرجع إلى المنزل، وكثيرا ما يشاهد الأفلام، أو برامج بموسيقى، فأحيانا يكون نائما على السرير ويطلب مني أن أفتح التلفاز، أو يطلب مني أن أرفع له الصوت. ماذا ينبغي لي أن أفعل؟ وحينما كنت في الغرفة انطفأ التلفاز وهو يكون مستيقظا ويشاهد الأفلام. فهل يجب علي أن أفتحه؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك إعانة والدك بفتح التلفاز، ورفع الصوت، وغير ذلك من صور الإعانة إن كان ما يشاهده أو يسمعه محرما، لما في ذلك من الإعانة على المنكرات، ولو أمرك بذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الله. رواه أحمد والحاكم. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنما الطاعة في المعروف.
لكن مع ذلك يجب عليك طاعة والديك فيما يأمرانك به من الأعمال التي لا تخالف الشرع، كما أن عليك بذل النصح لهما بالتي هي أحسن، وبرفق ولين وتودد، وحسن خطاب.

قال ابن مفلح: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ، وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ، وَإِلَّا تَرَكَهُ وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ. اهـ
ولمزيد فائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 23587 ، وهي بعنوان السبيل الأقوم لدعوة الأب ونصحه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني