الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجب على المرأة خدمة أم زوجها أو إسكانها معها إلا تبرعا وإحسانا

السؤال

أنا امرأة متزوجة, ولدي ابنتان, وأم زوجي مطلقة, وتعيش منفردة ببيتٍ قريبٍ من بيتنا, وكنت أخدمها وأحضر لها الطعام, وأغسل ملابسها عملًا للخير, واحترامًا لزوجي, ولكنها مرضت وأصبحت تحتاج لإنسان بجانبها طول الوقت, فطلبت من زوجي أن يأتي بها لتسكن معنا؛ كي أعطيها دواءها في الوقت المناسب, فأتت ولكنها بعد فترة أصبحت تغضب مني؛ لأني أحدد لها نوع الأكل, وأمنعها من بعض الطعام الذي يضر بصحتها كما أوصى الطبيب, فبدأت تضايقني, وتقول عني بخيلة؛ لأني أنصحها أن لا تأكل الطعام المضر بالصحة, وأصبحت تسب وتشتم بناتي الصغيرات, فطلبت من زوجي أن يرجعها إلى بيتها, وفي وقت الطعام والدواء سأذهب إليها, فغضبت وغضب زوجي, ولم يعد يعاملني كما كان سابقًا, مع أن هناك زوجات أبناء أخريات, لكنهن لا يقمن بمساعدتها, فهل يجب عليّ تركها تعيش معي؟ وهل يجب عليّ خدمتها رغم إيذائها لي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يجزيك خير الجزاء, وأن يتقبل منك صالح عملك، واعلمي أن من حق الزوجة على زوجها أن يسكنها في مسكن مستقل, ولا يلزمها قبول السكن مع أحد من أهله, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 28860.
ولا يجب على المرأة خدمة أم زوجها أو غيرها من أهله، لكن إن تبرعت بذلك فهو من الإحسان الذي تحمدين عليه، وانظري الفتوى رقم: 66237.

وعليه, فلا يجب عليك القبول ببقاء أم زوجك في بيتك، لكن الذي ننصحك به أن تصبري على أم زوجك, وتبقيها معك ابتغاء مرضات الله, واحتسابًا للأجر، وأبشري ببركة هذا العمل, ففيه مزيد إحسان لزوجك, وإعانة له على بر والدته, وفيه إحسان إلى أمه المريضة, وكل ذلك من أفضل أعمال البر التي يحبها الله, ويثيب عليها عظيم الثواب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني