الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تتأثر العقيدة بكون أصوات الحروف لها معنى أو ليس لها معنى

السؤال

هل في اللغة العربية لكل صوت من ‏أصوات الحروف معنى؟ لا أقصد ‏اسم الحرف مثلا: اسم الحرف ن هو ‏‏"نون" - لا أقصد هذا, إنما أقصد ‏صوت الحرف إذا ما نطقناه من ‏مخرجه "إن" مثلا.‏
أسأل هذا السؤال لأني أتعلم في ‏جامعة، ومدرّستي يهودية تجادلني ‏وتقول لي بأن أصوات الحروف ليس ‏لها معان، وهي تزعم بأنها بهذه ‏الطريقة "تزعزع عقيدتي" على حد ‏تعبيرها!‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأصوات الحروف الهجائية ليس لها معان بالفعل، وما كان منها يدل على معنى فليس بصوته وإنما بالوضع اللغوي، فمثلا حرف (ك)، إذا نطقناه: (كاف) لم يدل على معنى، ولكن إذا استعمل كحرف تشبيه في جملة مفيدة دل على معنى. ولكن نطقه عندئذ لا يكون بصوت: (كاف) وإنما سيكون (كَ) !! ومما يوضح ذلك: الحروف المقطعة في أوائل سور القرآن، فإن أصوات الحروف لو كان لها معان لكان لهذه الحروف معان واضحة، ودلالات معروفة ! ولا يخفى أن الحال ليس كذلك، وإنما وجه الإعجاز فيها أن القرآن الكريم مركب من جنس هذه الأحرف التي يكوِّن منها العرب كلامهم، ومع ذلك فإنهم يعجزون عن أن يصيغوا منها مثل هذا القرآن؛ وراجعي في ذلك الفتويين: 54480، 64028.
وعلى أية حال، فليس هناك علاقة بين ذلك وبين العقيدة، لا في تقويتها ولا في زعزعتها، والظاهر أن السائلة عندها بعض الاشتباه في مسائل اللغة وعلاقتها بالتفكير بصفة عامة، كما يدل عليه الفتوى رقم: 204844. إجابة لها عن سؤال سابق. بل إنها تعاني من الوسوسة الشديدة كما ذكرت عن نفسها في الفتوى رقم: 186915.

ولذلك فإننا ننصحها بالاهتمام بالعلوم المفيدة كتفسير القرآن، وشروح السنة، والتوحيد، والفقه ونحو ذلك من علوم الشريعة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني