الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاجتماع على قراءة سورة الكهف صباح الجمعة بطريقة الإدارة

السؤال

هل تجوز قراءة سورة الكهف صباح يوم الجمعة بصورة جماعية بأن يقرأ كل واحد وجها، ثم يقرأ الذي يليه وجها آخر حتى نهاية السورة؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا حرج عليكم في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة بأن يقرأ أحدكم صفحة مثلا، ثم يقرأ الأخر الصفحة التي تليها، وهذه تسمى عند الفقهاء بقراءة الإدارة، وهي جائزة في قول أكثر العلماء، كما بيناه في الفتويين رقم:0، ورقم: 27933

ولكن ننبهك إلى أمرين:

أولهما: لا ينبغي لكم المداومة على ذلك، لأن المداومة على الاجتماع لقراءة سورة معينة ـ الكهف ـ في وقت معين، صباح الجمعة ـ قد يُشعر بأن هذا الاجتماع مسنون في ذاته، ومن المعلوم أنه ليس كذلك، وقد يصير عند البعض في مرتبة الواجب فيُنكَرُ على من تركه, والمداومة عليه قد تدخله في حيز البدعة, وقد نبه العلماء على عدم المداومة على المسنون الذي لم يأت الشرع بالمداومة عليه حتى لا يصير شبيها بالواجب, قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ عن المداومة على بعض المسنونات: إن ذلك يخرج الجائز المسنون عن أن يشبه بالواجب، فإن المداومة على المستحب أو الجائز مشبهة بالواجب ولهذا أكثر هؤلاء المداومين على بعض الأنواع الجائزة أو المستحبة لو انتقل عنه لنفر عنه قلبه وقلب غيره أكثر مما ينفر عن ترك كثير من الواجبات، لأجل العادة التي جعلت الجائز كالواجب... اهــ.

وقال في مبدأ المداومة عمومًا: والتفريق بين السنة والبدعة في المداومة أمر عظيم ينبغي التفطن له. اهــ.

ثانيهما: قراءة سورة الكهف بتلك الطريقة لا يحصل بها للواحد منكم الفضل الوارد فيمن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، لأنه لم يقرأها، وإنما قرأ جزءا منها واستمع لبقيتها، والفضل الوارد إنما ورد فيمن قرأها، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين. رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني