الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إسناد الفعل إلى غير فاعله على سبيل المجاز

السؤال

ما حكم تسمية الدواء بالشفاء - ومن ذلك كتاب ابن القيم: شفاء العليل -؟ وهل يقال عن الطبيب أنه يشفي - ولو من باب المجاز -؟ وما حكم ذلك؟ وهل يصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن كثرة الضحك تميت القلب؟ وهل في كلمة "تميت" علاقة بهذه المسألة؟ أقصد من باب القياس بين القول إن سبب الموت: يميت، والقول إن سبب الشفاء: يشفي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتسمية الدواء بالشفاء مجاز لا حرج فيها، وكذلك قول: "الطبيب يشفي المريض" أو أن كثرة الضحك تميت القلب, فكل ذلك وما أشبهه أسلوب من أساليب اللغة, يسميه البلاغيون بالمجاز العقلي، وهو أن يسند الفعل إلى غير فاعله - حقيقة - على سبيل المجاز, فيقولون: أنبت الربيع البقل، وشفى الطبيب المريض، وبنى الأمير القصر.

ولذلك: فكلمة تميت القلب من هذا الباب, وكذلك إسناد الشفاء للطبيب, فهذه أسباب رتّب الله تعالى عليها النتائج المذكورة، والفاعل لها حقيقة هو الله تبارك وتعالى.

وأما قولك: هل يصح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن كثرة الضحك تميت القلب؟

فجوابه: نعم، فهذا حديث صحيح رواه أحمد, وابن ماجه, وغيرهما وصححه الألباني.

وانظر الفتوى: 167965 وما أحيل عليه فيها للمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني