الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة ومعنى حديث: كان يتنفس في الحمد ثلاث مرات

السؤال

أنا تركيّ لا أعرف اللغة العربية, لكني أعرف قليلا. عن ابن التيمي، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الحمد ثلاث مرات.
ما شرح هذا الحديث أنا لا أفهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الأثر ذكره عبد الرزاق في مصنفه كما هو مذكور في السؤال إسنادا ومتنا، وقد ذكره في باب تعليم القرآن وفضله، وهو غير متصل الإسناد، ومعناه فيما يظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له في الحمد أي في سورة الفاتحة ثلاث وقفات، وإن كان هذا هو المعنى، فهو معارض بما هو أصح منه من كونه صلى الله عليه وسلم كان يقف على رؤوس الآي، وهذا ما نص أهل العلم على أنه السنة للقارئ.

قال ابن قدامة: والمستحب أن يأتي بها -أي بالفاتحة- مرتلة مُعْرَبَةً، يَقِفُ فِيهَا عِنْدَ كُلِّ آيَةٍ، وَيُمَكِّنُ حُرُوفَ الْمَدِّ وَاللِّينِ، مَا لَمْ يُخْرِجْهُ ذَلِكَ إلَى التَّمْطِيطِ؛ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا} [المزمل: 4] . وَرُوِيَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، «أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَتْ: كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» . رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ، فِي (مُسْنَدِهِ). انتهى.

وقال ابن القيم في كتاب الصلاة: وكان صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته آية آية: يقف على {رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم يبتدئ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ويقف ثم يبتدئ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} على ترسل وتمهل وترتيل يمد "الرحمن" ويمد "الرحيم. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني