الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الابن من أمه الواقعة في شركيات ومحرمات والكارهة للمتدينين

السؤال

عندي مشكلة كبيرة ومقلقة.
أحسب نفسي ملتزما بديني والحمد لله، المشكلة هنالك تباعد فكري كبير مع عائلتي خاصة أمي (شبه كره للدين) مثل:
- لا تريدني أن أتزوج ببنت ملتزمة.
- دائما في البيت مسلسلات، وأفلام متتالية، كما أنها تؤخر الصلاة أو تؤجلها ليوم آخر بدون عذر شرعي.
- كره للمتدينين خاصة الأخوات المنتقبات.
- المصيبة في الأمر أن أمي تمارس الكهانة، أي التكهّن بالورق (أعلم أنه شرك)، يأتي أصدقاؤها (جيرانها) لكي تتكهّن لهم بالورق وذلك مقابل المال وذلك دون علم أبي.
واجهت أمي مرتين قلت لها إن ما تفعله شرك، وبينت لها أنه لا يعلم الغيب إلا الله. فتقول لي دائما إنها تتسلى مع أصدقائها فقط، حتى إني هددّتها بأن أقول لأبي، لكني خفت لما سيحصل من مشاكل بسببي، فسكت ولم أقل شيئا.
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ.
- تعبت، وحزين جدا على أمي لعدم التزامها بدينها.
- أمي تحبنا كثيرا، ربتنا وتعبت كثيرا من أجلنا، وهي ترى أن الاستهزاء بالدين، وبالنقاب، والتكهن أمر بسيط، ودائما تقول الله غفور رحيم وأن الدين في القلب، مع العلم أنها ليست متحجبة.
الكهانة تفعلها سرا دون علم أحد، بعض أحبتها يأتونها وتفعلها لهم.
أرجوكم أفتوني في دين الإسلام ماذا أفعل أنا لست داعيا لأدعوها بالتدريج حتى عند ما أتحدث إليها تنفرني، وتغضب، فأسكت، وأنا أغضب وأحزن عند دخول المنزل وأرى المسلسلات والأغاني والطرب. أحب أمي كثيرا وأخاف عليها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإذا كان واقع الحال عن أمك ما ذكرته من تضييع الصلاة، والكهانة، وبغض الصالحين. فلا شك أنها على خطر عظيم. وإذا كنت غير قادر على نصحها كما ذكرت، فالتمس من أهل بيتك من ينصحها ويذكرها بالله تعالى، مع الاجتهاد في الدعاء لها بالهداية؛ فإن الدعاء شأنه عظيم ويغفل عنه كثير من الناس.

وقد قال الشيخ ابن عثيمين في والد يغضب ولا يسمع نصح أولاده: فإذا رأيتم أنه لا يزداد بالنصيحة إلا تمادياً فيما هو عليه، فلا فائدة في النصيحة لكن اسألوا الله له الهداية. وإذا رأيتموه في يومٍ من الأيام هادئاً مستأنساً، منشرح الصدر فتكلموا معه على وجهٍ لا يؤدي إلى ثورته.
وإن علمت أن والدك قادر على منعها من كل أو بعض تلك المعاصي، فأخبره، ولا تعتبر عاقا بذلك بل بار بها؛ لأن السعي في منع الوالدة من المنكرات يعتبر من البر بها ولا شك؛ وانظر الفتوى رقم: 139535 عن كيفية الإنكار على الوالدين, ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح أمك جزاء حرصك على هدايتها.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني