الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم بداية ختمة جديدة مباشرة بعد الختمة السابقة وقراءة آية الكرسي وخواتيم البقرة والإخلاص والمعوذتين

السؤال

في ليلة ختم القرآن في صلاة التراويح وبالتحديد في الركعة الأخيرة عند قراءة جزء عم يقرأ الإمام السورة وبعدها يقول: سبحان الله والله أكبر، ولله الحمد، ثم يقرأ السورة التي تليها، ويقول مثل ذلك وهكذا إلى أن يختم بسورة الناس، ثم يعيد قراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي ونهاية البقرة والإخلاص والمعوذتين، فهل هذا جائز؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما التكبير والتحميد والتهليل بعد سورة الضحى: فقد بينا حكمها في الفتويين رقم: 39779، ورقم: 116967.

وأما توسيع التكبير من أول سورة عم، فقال ابن الجزري في النشر: وَقَالَ مَكِّيٌّ: وَرُوِيَ أَنَّ أَهْلَ مَكَّةَ كَانُوا يُكَبِّرُونَ فِي آخِرِ كُلِّ خَتْمَةٍ مِنْ خَاتِمَةِ وَالضُّحَى لِكُلِّ الْقُرَّاءِ لِابْنِ كَثِيرٍ وَغَيْرِهِ سُنَّةً نَقَلُوهَا عَنْ شُيُوخِهِمْ، وَقَالَ الْأَهْوَازِيُّ: وَالتَّكْبِيرُ عِنْدَ أَهْلِ مَكَّةَ فِي آخِرِ الْقُرْآنِ سُنَّةٌ مَأْثُورَةٌ يَسْتَعْمِلُونَهُ فِي قِرَاءَتِهِمْ فِي الدُّرُوسِ وَالصَّلَاةِ ـ وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَأْخُذُ بِهِ فِي جَمِيعِ سُوَرِ الْقُرْآنِ، وَذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمْدَانِيُّ وَالْهُذَلِيُّ عَنْ أَبِي الْفَضْلِ الْخُزَاعِيِّ، قَالَ الْهُذَلِيُّ: وَعِنْدَ الدَّيْنَوَرِيِّ كَذَلِكَ يُكَبَّرُ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ لَا يَخْتَصُّ بِالضُّحَى، وَغَيْرِهَا لِجَمِيعِ الْقُرَّاءِ، قُلْتُ: وَالدَّيْنَوَرِيُّ هَذَا هُوَ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبَشٍ الدَّيْنَوَرِيُّ إِمَامٌ مُتْقِنٌ ضَابِطٌ قَالَ عَنْهُ الدَّانِيُّ: مُتَقَدِّمٌ فِي عِلْمِ الْقِرَاءَاتِ مَشْهُورٌ بِالْإِتْقَانِ، ثِقَةٌ مَأْمُونٌ.

وأما التسبيح: فلم يذكره ابن الجزري ـ رحمه الله ـ وإنما ذكر أن التحميد مروي عن علي بن أبي طالب، وأما التهليل: فقال في علته: وقَالَ الْأُسْتَاذُ الزَّاهِدُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ النَّيْسَابُورِيُّ إِمَامُ الْقُرَّاءِ فِي عَصْرِهِ بِخُرَاسَانَ فِي كِتَابِهِ الْإِرْشَادِ فِي الْقِرَاءَاتِ الْأَرْبَعَ عَشْرَةَ: وَالْمُسْتَحَبُّ لِلْمُكَبِّرِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى مَذْهَبِ ابْنِ كَثِيرٍ التَّهْلِيلُ، وَهُوَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ـ لِئَلَّا يَلْتَبِسَ بِتَكْبِيرَةِ الرُّكُوعِ.

وأما وصل الختمة بعد الفراغ منها بختمة أخرى بقراءة سورة الفاتحة وأوائل سورة البقرة: فهو مسنون، كما بيناه في الفتويين رقم: 69343، ورقم: 135817.

وأما إعادة قراءة نهاية البقرة والإخلاص والمعوذتين: فلم يذكرها الشاطبي، ولا ابن الجزري، ولا الزركشي، ولا السيوطي، ولا عامة من كتب في هذا الباب، فالظاهر أنه غير مشروع، وجاء في إتحاف فضلاء البشر: وقد روى الحافظ أبو عمرو الداني بإسناد صحيح عن الأعمش عن إبراهيم قال: كانوا يستحبون إذا ختموا القرآن أن يقرءوا من أوله آيات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني