الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من وجد بللا بعد النوم ولا يدري أمني هو أم مذي

السؤال

لقد استيقظت من نومي وأنا أشعر ببعض البلل في ملابسي, وعندما دخلت الخلاء وجدت بللًا أعلى ثيابي الداخلية, ولم أجده لزجًا, ولم يكن أصفر اللون, وكان أيضًا أعلى ملابسي؛ مما يظن صعوبة وصول المني إليه, ثم إنني كنت مبتلى بالوسوسة, وأصبحت شبه معافى - والحمد لله رب العالمين وحده - وأحاول تجاهل ما بقي لي من آثار الوسوسة, ولهذه الأسباب التي ذكرت تجاهلت هذا البلل, وخفت أن يكون خدعة من الشيطان؛ ليضيع عليّ صلاة الفجر في المسجد, فتوضأت, وقمت للصلاة, فهل صلاتي صحيحة؟ أم عليّ الاغتسال وإعادة الصلاة؟ مع مراعاة ما ذكرته سابقًا أنه لم يكن لزجًا, ولا مصفرًا, وإذا كان عليّ أن أعيد فهل عليّ إثم؟ وهل تقبل إعادتي بعد أن أرى جوابكم الذي قد يظهر بعد عدة أيام؟ وجزاكم الله كل خير, ونفع الله بكم, وتقبل منكم ما تقدمونه للإسلام والمسلمين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية: نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس وشكوك, وننصحك بالإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها, فإنك ذلك أنفع علاج لها, وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3086.
وبخصوص البلل الذي وجدته على ثيابك فله عدة حالات:

1ـ أن تتحقق كونه منيًا؛ لوجود ما يدل لذلك - كرائحة مثلا - فهنا يجب عليك أن تغتسل من الجنابة، وأن تعيد الصلوات التي صليتها بعد العثور على البلل المذكور وقبل الاغتسال, ولا إثم عليك.

ووجود هذا البلل في أعلى ثيابك الداخلية, لا يمنع كونه منيًا، فمن المعلوم أن المذي والمني والودي مخرجها واحد, وقد يكون أعلى الثوب هو الملاصق للفرج وقت خروج البلل المذكور.

2ـ أن تتيقن أن البلل مذي، فتكون صلاتك صحيحة إذا كنت قد غسلت ما أصابه المذي من الذكر، وبقية بدنك، وثيابك، ثم توضأت وصليت بثوب طاهر؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 49490.

3ـ أن تجهل حقيقة البلل هل هو مني أم مذي؟ فإن شئت جعلته منيًا، فتغتسل من الجنابة، وتعيد ما صليته من فرائض قبل غسل الجنابة.

وإن شئت جعلته مذيًا، فتصح صلاتك إذا كنت قد غسلت نجاسة المذي عن البدن والثياب, وتوضأت وصليت بثوب طاهر, وهذا التفصيل للشافعية، وهو المفتى به عندنا, كما سبق في الفتوى رقم: 118140.

جاء في المجموع للنووي: قال أصحابنا: فإن قلنا بالتخيير فتوضأ وصلى في ثوب آخر صحت صلاته, وإن صلى في الثوب الذي فيه البلل ولم يغسله لم تصح صلاته؛ لأنه إما جنب, وإما حامل نجاسة, وإن اغتسل وصلى في هذا الثوب قبل غسله صحت صلاته لاحتمال أنه مني. انتهى

وللتعرف على صفات المذي والمني راجع الفتوى رقم: 56051.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني