الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبيل الأقوم لدعوة الأب ونصحه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمأشكرك على إجابتك على سؤالي,الرقم(40337)أبي شخص عصبي وإن كلمناه في موضوع عندما أقوم بنصحه بعدم مصاحبة أصدقائه,ولا نستطيع أن نكلم أحداً من أهل الخير بشأن موضوعه,ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فجزاك الله خيراً على متابعة موقعنا، وزادك الله حرصاً على الخير والتزاماً بالشرع، ولتعلمي أن المرء مأمور بفعل ما في وسعه، والهداية بيد الله سبحانه وتعالى، فقد قال عز وجل: إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ [القصص:56].
والقاعدة الشرعية تقول:" الميسور لا يسقط بالمعسور" فإذا تعسر عليك نصح والدك أو تسليط أهل الخير عليه، فلن تعجزي عن الدعاء له، وإظهار الأعمال الصالحة أمامه بالسلوك عليها ليقتدي بك فيها، ويتحسر على حاله، فقد دعا إبراهيم لأبيه قبل أن ينهاه الله عن ذلك فقال: وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ [الشعراء:86].
ودعا لذريته الموجودة، والتي لم توجد فقال: رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ [إبراهيم:40].
ولعل الله تعالى يتيح لك فرصة طيبة يستجيب فيها والدك، ويشرح الله صدره للحق، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ونوصيك بحسن الخلق مع والدك، والنصح له بالحكمة والموعظة الحسنة، فرب كلمة طيبة ألانت قلباً قاسياً، ورب كلمة فظة نفرت منها القلوب اللينة، ولابد من الاحتفاظ للوالد بحق بره وبرعاية مكانته، والله تعالى يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني