الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اشتراك الجنسين في رئاسة موقع ينشر الأناشيد

السؤال

اشتركت مع فتاة تعرفت عليها عن طريق الأنترنت في رئاسة صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ـ فيس بوك ـ واسم الصفحة: maher zain is the best ـ ونقوم فيها بعرض أعمال ماهر زين وعنه، ونذكر الناس بذكر الله والصلاة وقراءة القرآن، وفيما بعد اكتشفت أن ولدا يكبرني بستة أعوام مشترك في رئاسة الصفحة، واكتشفت أنهم يقومون ببعض المحادثات على المحادثة المشتركة لرؤساء الصفحة، فهل يجوز أن أبقى مشتركة في الصفحة وهنالك ولد ـ والحمد لله ـ قد تجنبت أي محادثة معه، لكنني أخاف أن يكون ذلك من الحرام؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقبل الإجابة عن السؤال نحب أن ننبه السائلة الكريمة إلى أمر هام: وهو أنه لا يجوز الترويج ونشر مقاطع الأناشيد الإسلامية المصحوبة بالمؤثرات الموسيقية والأنغام وإن خلت من صور النساء، فإذا كانت أغاني المغني المذكور مصحوبة بالموسيقى، فالترويج لها ترويج لمنتج غير شرعي، فإن الموسيقى ليست من الإسلام، ومجرد كون كلمات أغانيه هادفة ومعانيها سامية لا يبرر جواز نشرها، لأن الغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة، وانظري لمنع سماع ونشر مثل هذه المقاطع الفتاوى التالية أرقامها: ‎228469‎ ، ‎62507‎ ، ‎32274‎ ، ‎2351‎ .

على أنه ينبغي ألا نغفل عند الكلام على نشر مثل هذه الأعمال المصورة حكم افتتان الفتيات بالشباب، فإن فتنة النساء بمحاسن الرجال تضاهي فتنة الرجال بالنساء، وانظري في حكم نظر المرأة إلى الرجل وأقوال أهل العلم في ذلك الفتويين رقم: ‎127658‎ ، ورقم: ‎94330‎ .

فإن الشيطان يدخل إلى شريحة عريضة من بنات الإسلام من هذا الباب، فإنهن يتعففن عن سماع الغناء الماجن، فتطمئن نفوسهنّ إلى المقاطع الإسلامية، ويغفلن عما قد يصاحبها من فتن وتأثير على قلوبهنّ، فإذا كان الأمر كذلك، فينبغي على السائلة الكريمة مناصحة زميلتها في إدارة الصفحة، وبيان ما في ترويج تلك المقاطع من فتنة ومنكر، كما أنه لا ينبغي للسائلة الاشتراك في إدارة هذه الصفحة، وإن لم تكن هي من تتولى تنزيل روابط المقاطع بنفسها، لأن وجودها في إدارتها إقرار لهم على نشر تلك المقاطع المحظورة شرعا، ومادام الموقع قام أساسا على ترويج أعمال المغني المشار إليه فنوصيها بترك تلك الصفحة، وتأسيس صفحة للأخوات تقوم على نشر البر والفضيلة بمواد خالية من المخالفات الشرعية بعيدا عن تلك المقاطع المصورة.

وبالنسبة للاشتراك بين الجنسين في إدارة صفحة في الفيسبوك لنشر الفضيلة والتذكير بالله وقراءة القرآن إذا خلت من المنكرات فلا بأس به بشرط مراعاة الضوابط الشرعية للتواصل الشبكي بين الجنسين ومن أهمها أمن الفتنة، وانظري تلك الضوابط في الفتويين رقم: 1759، ورقم: 1932.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني