الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم اتفاق مجموعة على قراءة جزء من القرآن يوميا ومعاقبة من لم يتم قراءته

السؤال

نحن من أندونيسيا يا شيخ، وهناك نفر في بلدنا يصنعون برنامجا يسمى: onedayonejuz ـ أي جزء واحد في اليوم، وكل عضو من هذا البرنامج يلزم بقراءة جزء معين كامل من القرآن في اليوم، وفي نهاية اليوم يبلغون إدارة البرنامج أنهم قد قرءوا وانتهوا عند جزء كذا وكذا
وإن لم يكمل العضو قراءة جزء، فعليه نوع من العقاب، فهل هذا البرنامج حسن أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقراءة القرآن بهذه الطريقة ليست حسنة، بل فيها محذور وهو معاقبة من لا يستحق العقوبة، فإن هذا القارئ الذي ألزم بقراءة جزء ثم لم يقرأه لا يعد تاركا لواجب أو فاعلا لمحرم حتى يستحق العقوبة عليه، بل ولو فرض كونه التزمه التزاما يتقرر به وجوبه عليه فليس من حقكم أن تعاقبوه على ترك هذا الواجب، جاء في شرح الدردير على مختصر خليل المالكي: واعلم أنه لا يجوز لأحد تأديب أحد إلا الإمام أو نائبه أو السيد في رقيقه في مخالفته لله أو له، أو الزوج للنشوز أو تركها نحو الصلاة إذا لم ترفع للإمام، أو الوالد لولده الصغير، أو معلما. انتهى.

وكذلك التزام هذه الطريقة الجماعية لقراءة القرآن كل يوم يخشى أن يؤدي إلى الوقوع في البدع، فقد سئل الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب: عن مجموعة من النسوة يقمن أحياناً بختم القرآن ختمةً جماعية، حيث تقوم كلٌ منهن بقراءة جزء أو أكثر في بيتها فيختمن في ليلةٍ واحدة، فهل ما يفعلنه صحيح؟ فأجاب رحمه الله: الاجتماع على ختم القرآن في البيت له أصلٌ من فعل الصحابة ـ رضي الله عنه ـ فإنه روي عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنه كان إذا ختم القرآن جمع أهله ودعا، فإن فعلن ذلك فأرجو أن لا يكون فيه حرج، وإن تركن ذلك فهو أسلم وأبعد من حدوث البدعة، لأنه ربما تتطور هذه المسألة ويحدث منها ما لا يمكن أن نقول إنه من فعل الصحابة. انتهى.

وللفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 132169، 27933، 36346.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني