الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم هجر الرجل زوجته بسبب شكايتها إياه لأبيه لتقصيره في النفقة

السؤال

زوجي في مشاكل بسبب شغله منذ أكثر من سنة، ويقصر بسبب ذلك ماديا في حق البيت وأنا أتحمل ذلك، ولم أتكلم أبدا ولكنني أحببت أن أشكو لأبيه لينصحه، وخاصة أنه عاش معنا شهرا وأحس بالوضع، ولكن زوجي غضب مني لذلك، ومنذ ذلك الوقت لا ينام بجانبي على السرير فهل أخطأت بإخبار أبيه؟ وهل يحق له الغضب مني وترك السرير؟.
أرجو الإفادة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان زوجك مقصّرا فعلا في النفقة الواجبة وناصحته بذلك فلم يصلح من أمره شيئا، فشكايته إلى أبيه ـ والحالة هذه ـ ليس فيها من حرج، لأنها سبيل لاستيفاء حق النفقة على البيت، وعندئذ فليس له حق في أن يبغضك لذلك، لأنه هو من اضطرك إلى هذا المسلك، وأما إن كان معسرا معذورا أو قصرت في مناصحته قبل رفع الأمر لأبيه، فقد أسأت، وننصحك بالاعتذار إليه في كلا الحالتين، فإن الإساءة لا تقابل بالإساءة، وأما معاقبته إياك على ذلك بهجران المضجع: فمن سوء العشرة، لأن مجرد شكاية المرأة إلى أبي الزوج تقصير ابنه في حقها ليس من النشوز، بل من المطالبة بالحق ممن جعل الله له شأنا في أمر الزوج، وقد قال الله عز وجل: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}.

ولا يجوز هجر المرأة لغير النشوز، كما بيناه في الفتوى رقم : 6804.

وينظر في معنى الهجر الممنوع الفتوى رقم: 106522.

وإن أردت بالهجر ترك الجماع: فقد بينا ما يجب على الزوج في جماع أهله في الفتوى رقم: 70931.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني