الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قراءة القرآن لمن لا يعرف نطق الحروف، وكيف يتدبره

السؤال

هل تجوز قراءة القرآن، وتصح لمن لا يعرف نطق حرف أو أكثر وهل تكون بتدبر؟ وإذا كانت تصح فكيف تكون إذا كانت هناك كلمات كثيرة لا نعرف معانيها. فكيف نتدبر في المعنى؟ وهل القراءة تكون سرية أم جهرية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن إذا كان لا يعرف نطق الحروف قبل أن يتعلم نطقها؛ لأن القراءة إذا كانت تؤدي إلى تغيير لمبنى الكلمات، أو إفساد لمعناها، لا تجوز، سواء كانت القراءة جهرا أو سرا.

قال ابن عثيمين في مجموع فتاواه ورسائله: لا يجوز لإنسان أن يقرأ القرآن على غير الصواب, .. فعلى الإنسان أن يقرأ القرآن سليماً حتى لو وقف عند الكلمة خمس دقائق, أو ربع ساعة وهو يتهجاها حتى يخرجها على الوجه الصحيح، فإن هذا أولى من أن يقرأها على الوجه الخطأ، هذا هو الواجب؛ لأن القرآن ليس كلام بشر, بل هو كلام الله عز وجل، فأنت إذا نطقت به على غير ما صح, وعلى غير ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمعنى ذلك أنك حرفت كلام الله, وتحريف كلام الله محرم، هذا ليس كلام بشر ينقله ومعناه, ويجب على الإنسان أن يتأنى ويتأمل، حتى لو ردد الكلمة عدة مرات ليأتي بها مستقيمة، كان هذا هو الواجب عليه. اهـ.

ولذلك فإن على من كانت هذه صفته أن يكف عن قراءة القرآن حتى يتعلم كيف ينطق الحروف، ولا حرج عليه قبل ذلك في النظر في المصحف، والتدبر فيه بدون قراءة.

والتدبر يكون بتأمل المعنى، واستعمال الفكر فيه، ولا يمنع منه وجود كلمات كثيرة لا يعرف الشخص معانيها؛ فإن حسن القرآن، وبلاغة أسلوبه، وجزالة عبارته قد يدركها المرء دون أن يكون مستكملا لفهم معانيه.

ومما يعين على ذلك: الإخلاص لله تعالى، ودعاؤه، وتفريغ القلب من الشواغل الدنيوية، والبعد عن الذنوب والمعاصي.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياك من أهل القرآن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني