الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم النكت إذا كان الآخر يعلم أنه كذب

السؤال

هل النكت حرام؟ وإذا كانت حرامًا لأنه يوجد فيها كذب، فلماذا؟ فالشخص الذي أقول له النكتة يعلم أني أمزح، ولا أكذب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فقد سبق أن فصلنا في الفتوى رقم: 225964 حكم النكت، وأن ما كان منها مختلقًا فإنه يحرم, وما كان منها قد وقع فعلًا، وليس في ذكره تنقص لشخص ما، ولا استهزاء، فلا بأس بذكره، ومثلها الفتوى رقم: 193197، والفتوى رقم: 165785.

والنكت المختلقة محرمة، ولو ذُكرت على سبيل المزاح، وكان السامع يعلم أنها كذب؛ لأن مناط تحريمها هو كونها كذبًا، كما يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيُضْحِكَ بِهِ الْقَوْمَ، وَيْلٌ لَهُ، وَيْلٌ لَهُ. رواه أبو داود، والترمذي، وغيرهما.

والكذب لا يجوز ولو في المزاح، وقد روى البخاري في الأدب المفرد، وأحمد في المسند عن ابن مسعود -رضي الله عنه -بسند صححه الألباني- قال: لَا يَصْلُحُ الْكَذِبُ فِي جِدٍّ، وَلَا هَزْلٍ. اهـ. وروي هذا مرفوعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وانظر الفتوى رقم: 147985 في تحريم الكذب ولو في المزاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني