الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب المرأة إذا علمت أن لزوجها علاقة بامرأة متزوجة

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ عشر سنوات، وحياتي الزوجية كانت مستقرة ـ والحمد لله ـ وقبل سنتين انقلب كل شيء، فأحسست بأحاسيس غريبة، وأصبحت في بكاء دائم، وضيق لا يحتمل، وبعد فترة من الوقت رأيت زوجي يتغير، وكنت دائمًا أجد أشياء غريبة -مثل اتصالات بامرأة- كما سمعته يتكلم مع امرأة فواجهته، وكان دائمًا يكذب عليّ، وكنت أغالط نفسي من أجل أطفالي، وحبه الذي في قلبي، فظل معي نفس الإحساس، وبعد سنتين اعترف بعد بعض الدلائل، فمرت الأيام وأعطاني هاتفًا فيه صور امرأة، فقلت له: من هذه؟ فاعترف، وهذه المرأة متزوجة، وبعد ذلك وجدت حسابه، فقمت بالتجسس عليه، ورأيت الذي كان يمرضني، فاستحقرني، فماذا أعمل؟ وقد كنت مقصرة، لكنني غيرت أشياء كثيرة من نفسي، وهو الآن لا يكلمني، وقد قال لي: إن عليّ أن أظل في بيت أبي، لكنني رجعت إليه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمما لا شك فيه أن علاقة الرجل العاطفية بالمرأة الأجنبية لا تكون شرعية إلا من خلال الزوجية، ويعظم الإثم حينما يكون طرفًا هذه العلاقة غير الشرعية متزوجين، كما أن تجسس الزوجة على زوجها أمر محرم، لا تجيزه الشريعة، وإن راودتها الشكوك نحوه؛ ولذلك أدى تجسسها إلى تلك النتائج السلبية، وينظر في حرمة التجسس على الزوج الفتوى رقم: 45258.

وعلى كل، فما دامت تلك العلاقة الخاطئة صحيحة، فالواجب عليه أن يتقي الله في نفسه، وفي زوجته، وفي زوج تلك المرأة الأجنبية، وأن يقطع تلك العلاقة العاطفية معها، وأن يقنع بما أحله الله له من زوجته، كما أننا نوصي الزوجة بأن تحسن تبعلها لزوجها، وتتحبب إليه وتتودد له؛ لئلا تتشوف نفسه إلى غيرها، وقد أحسنت إذ رجعت إليه، فإن ذلك أدعى لكسب وده، وصلاح ذات البين، كما نوصيها بأن تتعاون معه على البر والتقوى، والعمل الصالح، فإن صلاحه سيصرفه عن الحرام، وبأن تجتهد في نصحه بترك ما هو قائم عليه من العلاقة الآثمة، وأن يكون هذا بالحكمة والموعظة الحسنة، فإن ذلك من واجب المعاشرة بالمعروف بين الزوجين، ونوصيها كذلك بأن لا تلجأ إلى التجسس، والارتياب، والتدخل في خصوصيات زوجها، وينظر في ذلك الفتوى رقم: 52364.

ونوصيها أيضًا بأن تخلص له الدعاء والنصح، وأن تتحلى في ذلك كله بالصبر الجميل، والنفس الطويل، لعل الله أن يصلحه لها، ويرد قلبه إليها، فإن قلوب العباد بيده تعالى يقلبها كيف يشاء، كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم، وينظر للمزيد في كيفية تعامل الزوجة إذا أقام زوجها علاقة عاطفية بامرأة أجنبية الفتوى رقم: 63838.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني