الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يفعل إن كانت زوجته تتوب من العلاقة بأجنبي عنها ثم ترجع

السؤال

أنا شاب بفضل الله أحببت أن أكمل ديني وأتزوج حتى أحفظ نفسي، وبفضل الله قمت بالزواج من شابة جميلة ومتدينة وهي من أقربائي وعشت معها شهورا ثم اكتشفت أنها تتحدث مع شاب لا أعرفه، فضربتها وأخذت منها الجوال ثم حلفت لي أنها لن تعيدها مرة أخرى، وبعد فترة اكتشفت أنها قامت بالركوب في سيارة مع شاب وهو من أقرب الناس إلي، فرميت عليها يمين الطلاق طلقة واحدة، وبعد فترة تدخل الأهل وبسبب حبي لها أرجعتها بشرط أن تتوب إلى الله وحلفت لي أنها لم ترتكب الزنا مع ذلك الشاب، وبعد فترة اكتشفت أن لديها شريحة جوال تحتفظ بها سراً وكانت تكلم الشاب نفسه فضربتها وأرجعتها إلى بيت أهلها، فتركتها شهورا، ثم رجعت وقالت إنه كان مغررا بها وأنها سوف تترك هذ الطريق إلى الأبد، فتركتها تتأدب لفترة ثم رجعت إلى البيت وهي نادمة، وبالفعل كان ذلك واضحا عليها وكانت سعيدة بالعودة لي وللأسف لم تستمر الحياة هكذا فكلها شهور ثم أجد اتصالا لذلك الشاب على الرقم الخاص بها بالرغم من أن الرقم جديد ولا يستطيع معرفته إلا عن طريقها وكنت وقتها أنوي التخلص منها بشكل نهائي، ولكنها كانت حاملا وفي الأشهر الأخيرة فخشيت على الطفل مما قد يحدث له من أسباب نفسية، إلى أن وضعت الطفل ثم ذهبت بها إلى بيت أهلها وقلت لهم إن بنتكم لا تتعلم من الماضي فهي على نفس الطريق حتى اليوم
فقالت لي أمها استر عليها يستر عليك الله واتركها لي، فتركتها فترة وبسبب الطفل أرجعتها، ثم اكتشف وجود رقم نفس الشخص في الجوال الخاص بها بعد مراقبة دقيقة جداً، فاتصلت بأهلها وأخبرتهم وقلت لهم سوف أطلقها وتسكن معكم هي والطفل وسوف أتحمل مصروفهم الكامل فرفضوا أن تعود لهم في البيت وقالوا لي ارميها في الشارع هي والطفل!!! وسؤالي هو: سوف أبقيها زوجة لي بشرط أن لا أعاشرها والغرض من ذلك هو سترها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز للمرأة أن تسقط بعض حقها من النفقة أو المعاشرة حتى لا يطلقها زوجها، لكن لها الرجوع في ذلك والمطالبة بحقها، وراجع الفتوى رقم: 162723.

لكن الذي ننصحك به إن كانت زوجتك تائبة وظهر لك صدق توبتها، أن تمسكها وتعاشرها بالمعروف، وأما إذا لم تظهر لك توبتها وخشيت من بقائها على أفعالها المحرمة، فينبغي ألا تمسكها على تلك الحال وأن تفارقها بطلاق أو خلع، ولا سيما أنّ بقاءها في عصمتك مع ترك معاشرتها قد يكون فتنة لها وعوناً للشيطان عليها، وإذا طلقتها وبانت منك فإنها ترجع إلى أهلها، لكن نفقة ولدك وسكناه تلزمك، وحيث كانت الحضانة لأمه ولم يكن لها مسكن فعليك أجرة سكنها، كما بيناه في الفتوى رقم: 24435.

وإذا حصل نزاع بينك وبينها بخصوص الحضانة أو النفقة والمسكن أو بينها وبين أهلها، فمرده إلى القضاء الشرعي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني