الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مس المصحف مع وجود عرق باليد

السؤال

جاءني وسواس قوي جدا في كل ‏شيء تقريبا.‏
‏ أول ما بدأ كان في الوضوء، ثم ‏أصبح في مسائل الكفر، والإيمان، ‏وخصوصا امتهان المصحف، فلقد ‏أصبحت لا ألمسه إلا نادرا؛ لذلك ‏أرجوكم أجيبوا على أسئلتي:‏
ما هو العرق الّذي يعتبر لمس ‏المصحف به كفرا؟ فعندما ألمس ‏المصحف أشعر دائما أن يدي غير ‏جافتين 100% لكن هناك نوع ‏رطوبة، أو أنهما ليستا كما تكونان ‏بعد غسلهما مباشرة، علما أنني ‏الوحيد الذي يفكر مثل هذا التفكير، ‏فيستحيل عندي حمل المصحف في ‏يدي خمس دقائق، ولم أحمل ‏المصحف منذ فترة، بل إني عندما ‏ألمسه أبل يدي طوال الوقت بالماء.
‏هل العرق المقصود يزول بالغسل، ‏ثم يعود بعد دقيقتين أو ثلاث، أم إنه ‏لا يعود إلا عند الجري مثلا، أو الحر ‏الشديد بحيث نقول إن اليد مبلولة ‏بالعرق؟
ما الفرق بين ما ذكر فيه اسم الله، ‏والمصحف. أيهما أشد حرمة، ‏وأيهما امتهانه أو رميه كفر؟ وهل ‏وضع ورقة فيها ذكر الله تعالى، فوق ‏مجموعة من الأوراق الموضوعة ‏على الأرض، يعد امتهانا لها وكفرا، ‏علما أن هذه الأوراق قد تكون قليلة، ‏أو كثيرة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بلغت بك الوسوسة مبلغا عظيما، وما تفعله تكلف شديد، وصرف للنفس عن المصحف، وقد بينا بالفتوى رقم: 233341 أن تعرق اليد أثناء حمل القرآن مما تعم به البلوى، وأنه لا يجب وضع حائل، ولا غيره، فاصرف نفسك عن هذا، ولا نتصور أن يكون العرق يلازمك كل دقيقتين، أو ثلاث، بل هذا ضرب من الوسوسة.

ولا شك أن المصحف أعظم من غيره مما فيه ذكر الله، ولا ينبغي وضع ما فيه ذكر الله، على أوراق موضوعة على الأرض، ومع ذلك، فلا يكفر الإنسان بمجرد ذلك؛ وانظر الفتوى رقم: 130436، والفتوى رقم: 131444.

ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الفتاوى أرقام: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني