الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تصحيح السامع للمخطئ في قراءة القرآن بين الوجوب وعدمه

السؤال

أنا كنت بالفصل مع زملائي، وكانت الحصة حصة القرآن الكريم، وكان الطلاب يخطئون في القراءة، وأنا أعرف القراءة الصحيحة، وصححت لاثنين فقط، والبقية تركتهم على أخطائهم، فهل أكون كفرت بسبب تحريفهم مع أنهم غير متعمدين، ولا يعرفون القراءة؟ علما بأن الأستاذ ليس متخصصا بالقرآن أو بتجويده، ولا يصحح لهم إلا القليل، والباقي يسكت عنه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإننا نخشى أن يكون السائل مصابًا بشيء من الوسواس، وإذا كان الأمر كذلك: فننصحه بالإعراض التام عنه، وعدم الإسترسال معه بالكلية، فذلك علاجه الناجع، كما قدمنا في فتاوى كثيرة، وتراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 147101، 171803، 51601.

ثم نقول: إن عدم التصحيح لمن يخطئ في القراءة ليس كفرًا، وغاية ما فيه أنه إذا كان الخطأ يحيل المعنى وجب تصحيحه، ولم يجز تركه، وإلا لم يجب؛ قال الشيخ العثيمين في لقاء الباب المفتوح: بالنسبة للسامع: فإنه من يقرأ لحنا يحيل المعنى وجب عليه أن يرد عليه, وإن كان لا يحيل المعنى فإنه لا يجب أن يرد عليه, فمثلًا لو قال: "الحمد لله ربَ العالمين, الرحمن الرحيم" هذا لا يغير المعنى, أما إن كان يغير المعنى كما لو قال: "صراط الذين أَنعمتُ عليهم" أو قال: " أَهدنا الصراط المستقيم" وجب عليك الرد؛ لأنك تسمع أن القرآن يُحرَّف فيجب عليك أن تعدله. اهـ.

وعليه؛ فينبغي للسائل أن يخفف على نفسه، ويصرف عنه هواجس الكفر، ويصحح لمن سمع خطأه من الأولاد.

وينبغي كذلك لإدارة المدرسة أن تهتم بحصة القرآن أكثر، وتوفر لها أستاذًا متخصصًا في القرآن، يستطيع تصحيح أخطاء الطلاب، ويعلمهم القراءة بشكل صحيح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني