الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع الأم ابنتها من زوجها بعد إخباره إياهم بارتكابها الفاحشة

السؤال

الله يحفظكم للإسلام والمسلمين ودمتم ذخرا للدين.
مشكلتي أن زوجتي زنت في غيابي، واعترفت بذنبها وتابت توبة، وتنقبت نقابا كاملا، وبدأت تحفظ القرآن ـ والحمد لله ـ الآن في الجزء الرابع.
أنا قبل أسبوع اجتمعت بوالدها، وأخبرته أن ابنته زنت برجل غريب، وخانتني، واعترفت أمام والدها، وقالت الشيطان لعب عليها. والدها بدوره أخبر أمها، وبدأت أمها تنكر أن بنتها لا تفعل كذا وكذا وأنت كذاب، وبدأت تلعن وتشتم وتسبني وتسب أهلي وأمي وأبي، وقالت لي إما أن تعتذر لأبيها بأنني قلت هذا الكلام بالغلط وأعتذر، أو ليست لديك عندنا زوجة، وابحث عن غيرها، وصار لها أكثر من أسبوعين جوالها مغلق ولا تكلمني، ولا أعرف شيئا عنها، وللعلم أنا لم أرد لها بكلمة. أريد إجابة من ناحية شرعية وعقلية ودينية.
وبارك الله فيكم، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كان على الزوجة بعد أن تابت إلى الله أن تستر على نفسها، وكان عليك أن تستر عليها، ولا تخبر والديها أو غيرهم، قال ابن عبد البر (رحمه الله): ..فيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة، وواجب ذلك عليه أيضا في غيره ما لم يكن سلطانا يقيم الحدود. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (5/ 337). وما قامت به أم الزوجة من الشتم واللعن لك ولأهلك، ومنعها المرأة من الرجوع إلى بيتك، فهو غير جائز، ولا حقّ لها فيه، ولا يجوز لزوجتك طاعة أمها في ذلك، بل واجب عليها أن ترجع إلى بيتك.
والذي ننصحك به أن تستر على زوجك، ولا تخبر أحداً بمعصيتها التي تابت منها، وتعتذر لوالدها عن كلامك السابق في حقها، وترجع زوجتك إلى بيتك وتعاشرها بالمعروف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني