الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من السعي في الإفساد بين الزوجين

السؤال

تشاجرت مع زوجتي لأنها تعاني من السحر، وعمومًا كلفتْ هي شخصًا قالت إنه وكيلها، فمنعني من الكلام معها، وذهبتْ لبيت أمها، ومنعها الكلام معي بحجة أنها تريد الطلاق، ولا داعي للكلام, فهل يجوز لهذا الشخص ما فعله من قطع علاقتي بزوجتي؟
أفيدونا -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم أن كلا من الزوجين مطالب شرعًا بأن يحسن عشرة الآخر، ويعرف حقه عليه، ويقوم به على أكمل وجه؛ قال الله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}. وراجع الحقوق الزوجية في الفتوى رقم: 27662. وإن كانت الزوجة واقعة تحت سيطرة السحر فينبغي للزوج أن يلتمس لها العذر، فهذا من حسن العشرة أيضًا.

وإذا كانت في حالة وعي، فإن خرجت من بيت زوجها بغير إذن زوجها، أو هجرت زوجها، وليس هنالك ما يسوغ لها ذلك فهي امرأة ناشز، وعلاج الناشز مبين في الفتوى رقم: 1103. ولا يجوز لها طلب الطلاق إلا لمسوغ مشروع، وسبق في الفتوى رقم: 37112 بيان مسوغات طلب الطلاق.

وليس لهذا الرجل أو غيره منعك الكلام مع زوجتك، ولا يحل له السعي في الإفساد بينك وبينها؛ فإن هذا نوع من التخبيب الذي ورد الحديث بالنهي عنه، والوعيد الشديد على من تعاطاه، وانظر الفتوى رقم: 25635.

فالذي ننصح به: تحكيم العقلاء من أهل الزوج وأهل الزوجة، كما أرشد إلى ذلك الرب تعالى حيث قال: وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا {النساء:35}. هذا؛ مع الاستعانة بالدعاء، وسؤال الرب الكريم سبحانه أن يقدر الخير.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني