الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم الكلام مع شخص ليس مسوغًا لترك الإنكار عليه مع القدرة

السؤال

كنت في دار عمي، وابن عمي قال كلمة كفرية، فأنكرت بقلبي، وتمنيت لو أقتله، فهل يترتب عليّ شيء؛ لأنني لم أنكر بلساني؟ وماذا لو كان بإمكاني الإنكار بلساني، ولكنني لم أفعل؛ لأنني لا أتحدث مع ابن عمي؟ وهل كان يجب عليّ المغادرة، أم يكفيني الإنكار بالقلب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت قادرة على الإنكار باللسان، ثم تركته، واقتصرت على الإنكار بقلبك، فقد أثمت بذلك، ووجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، وليس عدم كلامك مع هذا الشخص مسوغًا لترك الإنكار عليه مع القدرة.

وأما إن كنت عاجزة عن الإنكار باللسان، فقد فعلت ما يجب عليك من الإنكار بقلبك، ولا إثم عليك إذن، وراجعي الفتوى رقم: 199175.

ولا تجب عليك مغادرة المكان، إلا إذا كان المنكر مستمرًّا، وعجزت عن إزالته، وأما في الحال التي لا يوجد فيها منكر في المكان، فلا حرج عليك في البقاء به.

وننبهك تعقيبًا على قولك: "وتمنيت لو أقتله" أن الواجب عليك هو الإنكار باللسان بالحكمة، والموعظة الحسنة، وأما العقوبة: فمردها إلى وليّ الأمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني