الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل كفران العشير خاص بالنساء فقط ؟

السؤال

هل كفران العشير خاص بالنساء فقط أم يشمل الرجال؟ فإن زوجي أحسبه على خير، وهو زوج صالح، ويحسن معاملتي، ولكن إن حدثت بيننا مشكلة وإن كانت تافهة، يقول لي: أنت هكذا دومًا، عمرك ما فعلت كذا ولا كذا، عمرك ما رأيت فيّ شيئًا حسنًا. وينسى وكأنه لم ير مني خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كفران العشير قد ورد في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن". قيل: أيكفرن بالله؟ قال: "يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط". والمقصود إنكار الزوجة ما يقدم لها زوجها من معروف إن هي غضبت عليه يومًا من الدهر.

وهذا الوصف وإن كان ورد في حق النساء إنما ذلك لـتحقق هذا الوصف فيهن أكثر من الرجال؛ قال المناوي: فرأيت أكثر أهلها النساء؛ لأن كفران العشير والعطاء وترك الصبر عند البلاء فيهن أكثر. انتهى. ويوجد في النساء صالحات يعرفن جميل أزواجهن ويحفظنه لهم.

ولا يعني هذا اختصاصه بهن، فقد يوجد من الرجال من ينكر جميل زوجته، وهذا يتنافى مع حسن العشرة الذي أمر به كل منهما، كما في قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}.

وننبه إلى أن حفظ الجميل والاعتراف بالمعروف من خصال الكرماء، وقد بيّنّا ذلك بأدلته في الفتوى رقم: 307000.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني