الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يشترط لمن يعلّم الناس أحكام الزواج أن يكون متزوجًا

السؤال

إذا وصلت المرأة أو الرجل إلى ما فوق الأربعين، أو الخمسين، ولم يرزقهم الله عز وجل الزواج، فهل يجوز لهم شرعًا أن يتعلموا أحكام الزواج كلها، ما داموا سيحفظون القرآن، وسيقرؤون التفسير، ويتعلمون ما به من أحكام، وإن أصبحوا علماء ودعاة، فهل يجوز لهم تعليم الناس أحكام الزواج؟ وكيف ستكون نظرة الناس لهم إن تكلموا في ذلك، وخصوصًا في هذا الزمن؟ وبماذا تنصحونهم؟ وكنا قد علمنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لم يتزوج، ومع ذلك له فتاوى في أمور تخص الزواج؛ مما يعني أنه قد تعلم هذه الأمور، وهل يجوز لمن لم يصل بعد إلى سن الثلاثين أن يتعلم أحكام الزواج كلها؟ أم ننتظر إلى أن يتزوج أو يخطب ثم نعلمه ذلك؛ لئلا يحصل شيء محرم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فتعلّم أحكام الشرع من أعظم الطاعات، ومن أجلّ العبادات المطلوبة غير المقيدة بسن معين، ولا بباب معين من أبواب الفقه، بل تستوي في ذلك أحكام الصلاة، والزكاة، وأحكام البيع والشراء، وأحكام الزواج والطلاق، وغيرها، فلا يمنع أحد من تعلمها، لكن تعلم هذه الأحكام لا يكون واجبًا معينًا على المكلف إلا إذا احتاجه للعمل، فمن أراد البيع أو الشراء، أو الزواج، أو الطلاق وجب عليه تعلم أحكامه، وما عدا ذلك فهو فرض كفاية على المسلمين، وانظري الفتوى رقم: 15872.

ولا يشترط لمن يعلّم الناس أحكام الزواج وما يتعلق به أن يكون متزوجًا، ولكن يشترط لمن يعلم الناس أن يكون مؤهلًا بالعلم النافع، والفهم الصحيح، وراجعي الفتوى رقم: 129900.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني