الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أدعية لدفع الكسل والخمول

السؤال

أنا شاب في العشرينيات من عمري، أدرس الطب الذي كان حلم حياتي منذ الصغر، وفي أولى سنتين لي بالجامعة كنت من المتفوقين، أما الآن فقد أصبح وضعي سيئا وتدنى تحصيلي كثيرا، وأصبحت أعاني من كسل شديد، وأشعر بأنني أصبحت بلا طموح، وقد رافق هذا الموضوع إكثاري للعادة السرية، وأدركت أنها هي السبب، وبتوفيق من الله أصبحت قليلا ما أعود إليها إلا أن جسدي مازال يعاني من كسل شديد وفقدان القدرة على التركيز، أود السؤال عن دعاء أو سورة من القرآن تساعدني على تجاوز هذه الحالة وتساعدني بالتركيز، فبعد أيام سيكون لدي امتحان، وحتى الآن لم أذاكر له جيدا، فأرجو أن تساعدوني بأوقات مقترحة للدراسة؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن أنفع ما يدعو به السائل، الدعاء المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه: أنه كان يسمع النبي صل الله عليه وسلم كثيرا، يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن وضَلَعِ الدين وغلبة الرجال. رواه البخاري ومسلم.

وهذا صح نحوه من حديث عائشة، وزيد بن أرقم، وأبي سعيد الخدري، وعبد الله بن عمرو، وأبي اليسر السلمي وغيرهم.

فينبغي أن يكثر منه السائل، بل إن الاستعاذة من الكسل مما يُستحب تكراره صباحا مساء، فعن ابن مسعود قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر. رواه مسلم.

وأما من القرآن، فلا نعلم شيئا خاصا بذلك، غير أن من جوامع الاستعاذة في القرآن قراءة المعوذتين: الفلق والناس، فعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تر آيات أنزلت الليلة، لم ير مثلهن قط: قل أعوذ برب الفلق ـ وقل أعوذ برب الناس. رواه مسلم.

وعن ابن عابس الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا ابن عابس، ألا أخبرك بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: قل أعوذ برب الفلق ـ وقل أعوذ برب الناس ـ هاتين السورتين. رواه النسائي وأحمد، وصححه الألباني.

وعن جابر بن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ يا جابر، قلت: وماذا أقرأ بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: اقرأ: قل أعوذ برب الفلق ـ وقل أعوذ برب الناس ـ فقرأتهما، فقال: اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما. رواه النسائي، وصححه الألباني.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث. رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما. رواه الترمذي وقال: حسن غريب ـ والنسائي وابن ماجه، وصححه الألباني.

ولمزيد الفائدة عن حالك يمكن الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 38321، 318472، 111869، 266104.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني