الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وصف الإنسان بالشيطان لا يصيِّره شيطانا

السؤال

كنت عاقة لأهلي، لأنني أريد البقاء مع زوجي غير الملتزم معي بشكل كلي، والذي لا يريد الإنجاب، وفي إحدى المناقشات مع أهلي دخلت في حالة هستيرية وبدأت بالصراخ، فقال أبي أنت شيطانة، أنت الشيطان الرجيم، ثم قال تعرفين أنه توجد شياطين من الإنس والجن، فأصابتني حالة صراخ رهيبة وبكاء طوال الليل، فكيف يقول لي أنت الذي كلنا نستعيذ بالله منه، ففقدت الرغبة في أي شيء، فهل يمكن شرعا أن أكون الشيطان الرجيم والعياذ بالله؟ وهل يمكن لأحد من الناس أن يكون إبليس والعياذ بالله؟ وإن كنت، فهل أصنف ضمن شياطين الجن أم الإنس؟ وهل لي خلاص؟ وهل يمكن أن أفكر في الإنجاب أم مصيري وذريتي الهلاك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فوصيتنا لك أولاً أن تهوني على نفسك، فيبدو أنك في قلق كبير واضطراب نفسي، فعليك بالإكثار من ذكر الله تعالى لتطمئن نفسك ويهدأ روعك، فالله عز وجل يقول: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ {الرعد:28}.

واحرصي على الالتجاء إلى ربك في كل ما تبتغين من الخير، ومن ذلك إنجاب الذرية، فالأمر إليه في ذلك كله، فهو قادر على أن يمنحك الذرية وإن تأبى زوجك، قال تعالى: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ{الشورى 50:49}.

ولا شك في أن من الإنس شياطين كما أن من الجن شياطين، ولكن لا يلزم من كلام أبيك هذا أن تكوني من شياطين الإنس، وهي كلمة قد تكون صدرت منه في حالة غضب، فلا تقفي عندها طويلا، ولا تدعي مجالا للشيطان ليصرفك عن كل ما ينفعك في دينك ودنياك، وطاعة الوالدين في الأمر بالطلاق لا تجب بكل حال، فإن كان زوجك صالحا في الجملة فلا يلزمك طاعة والديك وطلب الطلاق منه، وانظري الفتويين رقم: 76303، ورقم: 148229.

ولا تيأسي من الإنجاب ومحاولة إقناع زوجك به، وليس من حقه أن يمنعك ذلك، فالإنجاب حق لكل منكما، وراجعي الفتوى رقم: 65131.

وننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بالموقع عبر الرابط التالي: http://consult.islamweb.net/consult/index.php .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني