الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شروط التوبة من الاستهزاء بالله ورسله وترك الصلاة

السؤال

أنا شاب تذكرت هذه الأيام وبفضل الله أنني كنت من المستهزئين، حيث كنا ـ أنا وأصدقائي ـ نحكي نكتا تستهزئ بالله ورسله وأنبيائه، وأنهم كانوا يسبون الله، لكنني كنت أسب الله قبل البلوغ، ولم أتذكر جيدا أنني قمت بسبه بعد البلوغ، وأشك في ذلك، وكنت لا أعلم جيدا الأحكام الشرعية، وكنت أعلم أن ذلك خطير، وأشعر بعدم ارتياح لذلك، وكنت كذلك أدعو الله كي يفوز الفريق المفضل لدي ـ الأجنبي ـ وأقول في الصلاة وفي السجود إذا كنت تحبني يا رب فانصر فريقي، وكنت أحرك الأثاث وجهاز التحكم وأشياء أخرى إلى اليمين عندما يكون اسم الفريق من اليمين حتى يفوز، فكلما يلعب فريقي أصبح متوترا كثيرا، وكل هذا كان قبل ٢ أو ٣ سنوات من الآن، ولا أتذكر هل تلفظت بالشهادتين أم لا؟ ولا أظن أنني اغتسلت، وأظن أيضا أنني كنت مرائيا عند ذهابي للصلاة في المسجد، مع العلم أنني لم أعلم بأنه شرك أصغر، وتذكرت أن أمي كانت تقول لنا إن من يتلفظ بالكفر فإنه يخرج من الإسلام، وعليه أن يتلفظ بالشهادتين ويتوضأ الوضوء الأكبر، ولا أتذكر إن كنت أعطيت أهمية لذلك، ولا أتذكر إن كان ذلك قبل أو بعد ما فعلت وقلت من أشياء سيئة وفظيعة، فهل علي فعل شيء؟ وهل علي التلفظ بالشهادتين والاغتسال؟ حتى إننا في العام الماضي كنا نتلفظ بكلمات شبهات تقال في بلادنا مثل: يا ربك، وكنت أقول كلمات مسيئة إلى الله في حالة غضبي وكنت أتلفظ بكلمات إنجليزية فيها شبهات، وتذكرت أنني قلت عبارة بالإنجليزية مسيئة إلى الله، والعام الماضي كنت أيضا لا أعلم كثيرا عن الأحكام الشرعية، وهذا العام توقفت عن كل ذلك ـ والحمد لله ـ فماذا علي أن أفعل؟ والآن أنا لا أصلي وعلي جنابة، وأتردد في الاغتسال من الجنابة.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك أن تسارع بالتوبة النصوح من كل ما بدر منك من إساءة وتقصير، وتندم ندما أكيدا على ما وقعت فيه من سب أو استهزاء بالله تعالى أو برسله أو بآياته، وعليك أن تبادر بالغسل من الجنابة، وتحافظ على الصلوات في أوقاتها، وإذا تبت من ذنوبك التي ذكرتها وغيرها مما لم تذكره توبة نصوحا، فإن توبتك تمحو ما قبلها من الإثم، وترجع من ذنبك كمن لم يواقع الذنب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

ومن شرط توبتك من الكفر أن تنطق بالشهادتين، ولا يجب الغسل على ما نرجحه إلا إن كنت اقترفت حال ردتك ما يوجبه، وقد ذكرت أنك جنب، ومن ثم فإنه يجب عليك أن تغتسل لرفع هذا الحدث، وعليك أن تحافظ على الصلاة وألا تقصر فيها، فإن التهاون بالصلاة إثم عظيم وجرم جسيم، وانظر الفتوى رقم: 130853.

وعليك ألا تصحب أهل الشر، ومن يواقعون ما ذكرت من المعاصي، بل اصحب أهل الخير، ومن تعينك صحبتهم على طاعة الله تعالى، واجتهد في الاستغفار والدعاء، وأكثر من النوافل رجاء أن يذهب الله عنك ما اقترفته من الإثم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني